منهج رياض الأطفال المطور.

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
تعليم الاطفال

تعتبر مرحلة رياض الأطفال محطة مهمة في حياة الأطفال نظرا لما تمثله من بيئة تربوية يتم من خلالها إشباع احتياجاتهم في مراحلهم الأولى، وتزويدهم بالعلم والمعرفة التي تنعكس بالتالي على حياتهم مستقبلا.
وقد انبثقت فكرة مشروع تطوير رياض الأطفال سنة 1991 في ضوء المؤتمر الأول لرياض الأطفال الذي بانتهائه اتضح ان رياض الأطفال لن تأتي بالثمرة المرجوة منها دون دعامة أساسية متمثلة في منهج دقيق وشامل لطبيعة هذه المرحلة واحتياجات الأطفال فيها وتوفر بيئة تربوية منظمة وهيئات إدارية وفنية مدربة على جميع المستويات . وفي هذا الإطار تبنت السلطنة مشروع منهج رياض الأطفال المطور وقد بداء تطبيقه في دور رياض الأطفال وتنظيم دورات حول هذا المنهج بإشراف من وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع مراكز رعاية الأمومة والطفولة .
ويعتبر هذا المهج ملبيا لحاجات الأطفال الإنمائية في المرحلة العمرية التي تمثلها، وكذلك ظهور نظريات تربوية حديثة في مجال الطفولة بشكل عام ومجال خصائص النمو وحاجات طفل الروضة بشكل خاص.
وهذا المنهج مصدرا يحتوي على معلومات فنية متعددة النواحي وضعت في قالب تربوي تعليمي محدد الأهداف اذ أدمجت النظريات ضمن الخبرات الحياتية اليومية.
وهو محاولة مستحدثة هادفة لتوضيح مفهوم مهنة معلمة روضة الأطفال، اذ تستطيع القارئ بواسطته ان تستفيد منه فتنمى ذاتها بنفسها فتتطور مفاهيمها العلمية واتجاهاتها التربوية وأساليب التعليم التطبيقية وقد مر المنهج بعدد كبير من الخطوات العلمية والعملية المدروسة وساهمت فئات متعددة في إثراء وإعطاء الفعالية في المضمون والشكل حسبما خطط له.
إن المنهج يأخذ بعين الاعتبار عوامل الواقع الميداني ويسعى لإيصاله لغايته النموذجية تدرجا، لأن فيه من المعلومات والنماذج والرسوم والأمثلة ما يكفي لمساعدة المعلمة على تحويل البيئة التربوية في صفها لتصبح مكانا للبحث والاكتشاف والتجربة.
التعلم الذاتي
ان هذا المنهج يعتمد على أسلوب التعلم الذاتي الذي يركز على النشاط الذاتي للأطفال أنفسهم، حيث يتفاعل كل طفل، ويتعامل مع الألعاب التربوية الهادفة المتوافرة في بيئته التربوية والتي تساعده على اكتشاف قدراته وتنميتها بما يتناسب مع نمط النمو الخاص به، والتعلم الذاتي يعني ان الطفل يتعلم في ذاته وأن ما يحركه هو حاجاته الذاتية للتعلم وهو يمثل التعلم المفيد والفعال الذي يناسب أطفال هذه المرحلة والذي يندفع من أعماق الطفل حسب طبيعته.
مميزات المنهج المطور
ان من مميزات المنهج المطور أنه يوضح بالتفصيل لمعلمة الروضة كيفية ممارسة دورها التربوي فيساعدها على إضفاء الجو العائلي الأليف على غرفة التعلم فتهتم بمشاعر كل طفل وتهيئ له الفرص للتعبير عن مظاهر الفرح والغضب وغيرها وتساعده على التحكم بها والتعبير عنها بشكل مقبول اجتماعيا وتنظيم وإعداد غرفة الأطفال لتحوي أركانا تعليمية متعددة الأهداف تنبع من اهتمامات الأطفال أنفسهم وتفي بحاجات النمو المختلفة بحيث يندفع للبحث والاكتشاف والتجربة والاستفادة من المعرفة حسب رغباته وميوله، مضيفة ان دور معلمة التوجيه والتخطيط للعملية التربوية في غرفة التعلم بحيث يكون الطفل نفسه هو محور العملية التربوية وتكون هي المنظمة لهذه الدوافع والحوافز حيث انه في هذه الحالة تضطر معلمة المنهج المطور الى ان تعد للطفل الأنشطة التي تساعده على تنمية واستخدام قدراته الشخصية والتعلم بالأسلوب الذي يتناسب مع تفكيره وإدراكه.
ان المنهج المطور يتوجه خصيصا لمعلمة الروضة فيخاطب المعلمة أثناء الخدمة ، كما يمكن ان يستفيد من قراءته قاعدة كبيرة من التربويين والمعنيين بأمور الطفولة، كما ان أسلوب الشرح والوصف تلبية لحاجات المعلمات في هذا الحقل، فضلا عن انه اخذ بعين الاعتبار واقع رياض الأطفال من حيث سن الأطفال والدوام اليومي .



يقوم منهج رياض الأطفال المطور على التعلم الذاتي الذي يحمل الملامح الفنية التالية:


- منهج نشاط ذاتي تبنـى خبراته وتصمم على الحركة واللعب والانطلاق والحرية والاستقلالية والبحث والاكتشاف، لتحقيق مبدأ التعلم من اجل التعلم.

- منهج نشاط ذاتي محوره الطفل حيث تتجه عملية التعلم من داخل الطفل إلى الخارج، ليتحقق التفاعل بن عناصر أربعة هي ( الطفل، الخبرة المباشرة وغير المباشرة، البيئة المحيطة بالطفل والمجتمع، المعلمة التي تمنحه المحبة والعطف والحنان ).

- منهج منوع ومنظم حيث يعتمد على التعلم المنظم والموجه جنبا إلى جنب مع التعلم الحر، ليكتسب الطفل مبادئ المهارات الأساسية التي تهيئه للمراحل التعليمية اللاحقة بخطى ثابتة.

- منهج متدرج تبنى خبراته في صورة محققة للاستمرار والتتابع وتطبق من واقع المستوى العمري والعقلي ، وتتدرج من السهل إلى الصعب ، ومن البسيط إلى المركب ، ومن القريب إلى البعيد ، ومن المحسوس إلى المجرد .

- منهج شامل ومتوازن يقدم أنشطة تلبي حاجات الطفل الجسمية والعقلية والحركية والاجتماعية في إطار من التكامل والترابط لتحقيق وحدة المعرفة، وفي إطار من التوازن لتحقيق نمو الشخصية المتوازنة جسديا وروحيا ونفسيا واجتماعيا وعقليا حيث يوازن بين الأنشطة الحرة والمنظمة، والأنشطة الفردية والجماعية، والأنشطة الفكرية والترفيهية.

- منهج تعلم يؤكد على مبدأ التعلم بالممارسة والمران وربط التعلم بالعمل .

- منهج تعلم يؤكد على مبدأ الحرية والاختيار حيث يوفر بدائل وخيارات في البرنامج اليومي ليختار الطفل ما يحب القيام بت ، وما يميل إليه ، وما يثير اهتمامه في ظل بيئة مادية غنية تتيح له " النمو الحر " الذي يتمشى مع دوافعه وحاجاته الخاصة .

- منهج تعلم يراعي مبدأ الفروق الفردية بين الأطفال من خلال المحتوى المفتوح الذي يناسب التنوع في قدرات الأطفال واستعداداتهم المختلفة، وأيضا من خلال التنوع في الأساليب والوسائل تحقيقا لمطالب النمو المختلفة.

- منهج تعلم يعتمد على مبدأ التعلم من خلال اللعب باعتباره أداة الفهم والإدراك، ووسيلة نمو الطفل.

- منهج تعلم يؤكد على إيجابية الطفل وفعاليته مع عناصر البيئة التعليمية التي تستثير حواسه وتدفعه إلى الاكتشاف والبحث والتجريب ، ويتمثل دور المعلمة في توفير البيئة الغنية بالوسائل ، وتوفير الفرص المناسبة لتعلم الطفل وتنظيمها .



والطفل من خلال التعلم الذاتي يتعلم بأساليب ومصادر متنوعة ، حيث يتعلم من خلال :

- حواسه التي هي منافذه للمعرفة .
- تعامله المباشر مع المواد المحيطة به .
- حركته ونشاطه ولعبه .
- تعبيره عن نفسه بطرق متنوعة فهو ( يتكلم، يشرح، يسأل ، يهمس، يرسم، يشكل، يقص، يلصق، يجرب...)
- التدريب المستمر على المهارات الخاصة به للوصول إلى درجة عالية من الإتقان.
- البحث والاكتشاف.
- تلقيه معلومات جديدة من مصادر متنوعة ( التفاعل مع الأقران، الرحلات، التقليد والمحاكاة، لعب الأدوار، الحوار والمناقشة، الاستماع إلى القصص، مشاهدة الأفلام التوضيحية.. الخ )
- خبرته المباشرة والواقعية .




التعريف بمنهج رياض الأطفال المطور

هذا المنهج يقوم على أساس تلبية جميع حاجات الطفل المختلفة التي ذكرت سابقاً وذلك من خلال ارتباطه بمجموعة من الركائز الأساسية.

ركائز المنهج المطور

اولاً : الجو العائلي :
يترك الطفل البيت ليلتحق بالروضة ، لذا يتوقع أن يكون الجو السائد في غرفة الأطفال هو جو عائلي حميم حيث تمارس المعلمة و الأطفال دور أفراد العائلة .

ثانيا : التجربة الذاتية أو التعلم الذاتي :
تعتبر رياض الأطفال مختبراً لتعلم فالمكان وما يحتويه من أشياء يثير رغبته و حماسة و فضوله للاكتشاف و الاختبار.

ثالثا: تقوية الذات عند الطفل :
تعتبر السنوات الأولى من عمر الطفل هـــي السنوات التي تتكون فيها شخصيته يبدأ فيها بالكلام والتعبير عن نفسـه و التي من خلالهما تعزز ذاته .

رابعاً : الاختيار :
عندما نقول للطفل اختار ركناً من الأركـان أو لعبة من الألعـــــاب معنا هذا أننا نحترمه ونعترف بأنــه فرد لــــه كيانــه و نعلمــــــه كيف يتحمل مسئولية اختياره .

خامساً : الروضة وعلاقتها بالبيت :
الروضــــة هي امتداد البيت فـي عمليــة التعلم فيجب أن تكــــون العلاقة بينهما قوية ومتينة لتصل بالطفل إلــى الإنسان الســــوي تربيتاً وعلماً ونفسياً وعقلياً.

البرنامج اليومي لرياض الأطفال :

كيف يتم تحقيق البرنامج اليومي ؟

يتم تحقيق البرنامج اليومي للأطفال وفـق برنامج موزع علـى فترات زمنية متتابعة ومحددة تختلف من فترة إلى أخرى حسب أغراضها و حقائقها تسمى :

•الحلقة .
•فترة اللعب الحر في الخارج .
•الوجبة الغذائية .
•العمل الحر في الأركان .
•اللقاء الأخير .


الحلقة:
هي فترة من فترات البرنامج اليومي ،حيث يلتقي جميع الأطفال مع المعلمة في جوا عائلي يسوده الألفة والمودة فيجلسون على شكل حلقة أو دائرة ليمارسوا أنشطة منظمة تقودها المعلمة.

فترة اللعب الحر في الخارج:
تعتبر فترة اللعب الحر فترة أساسية وضرورية لجميع برامج رياض الأطفال ففيها يلبي الطفل حاجته للحركة مثل القفز ،والتسلق ،والتأرجح ،والحفر،والجر ،والرفع.ويمارس الطفل في هذه الفترة حرية اختيار الألعاب الحركية التي تناسب قدراته وحاجاته واختيار رفاقه في اللعب .


الوجبة الغذائية:

يتناول الأطفال وجبة غذائية خلال البرنامج اليومي فقط ، وفي أثناء هذه الفترة فقط يكتسب الطفل مجموعة من السلوكيــــات الإيجابية وهي :

-تعلم الآداب الاجتماعية.
(أن يسم بالله ويأكل بيمينه).

-تعلم الاعتماد على نفسه .

تعلم العادات الصحيحة .

العمل الحر في الأركان:

هو ذا أهمية كبيرة برياض الأطفال ففيها يكتسب الطفل الخبرات عن طريق الأشياء الملموسة و المحسوسة وتهدف إلى تجديد و تلميع النشاطات بحيث يختار كل طفل الركن أو النشاط الذي يميل إليه و يتفق مع استعداداته و قدراته العقلية و الجسمية مما يؤدي بدورة إلى إشباع حاجات الطفل و يرضي ميوله بحسب الفروق الفردية بين الأطفال وينمي لدى الطفل الجوانب العقلية و الجسمية و الانفعالية و الاجتماعية حيث تقوم المعلمة بتقسيم الصف إلى أركان تعليمية

وتعتبر هذه الفترة أطول فترات البرنامج اليومي .

أولاً : ركن المطالعة و الخبرات اللغوية
هو ركن من الأركان الهادفة تتوفر فيه مجموعة من القصص الخاصة بالوحدات و من أهدافه تنمية حب الاستطلاع لدى الطفل ومساعدته على اختيار الكتاب لتحسين التعبير لدى الطفل وتعويده على الهدوء في أثناء تصفح الكتب و تبادل التعليقات مع الأصدقاء .

ثانياً : ركن البناء و الهدم:
يعد اللعب بالمكعبات مادة غنية للإبداع فبواسطتها يستطيع الطفل بناء شيء ذي أبعاد ثلاثية يمكنه رؤيته ولمسة وهدمة وكلما بنى الطفل كلما زاد تمكنه من عملية البناء وتطورت نوعية بنائه ، وفي هذا الركن يتدرب الأطفال عملياً على مفاهيم التطابق والتجميع والتسلسل والتوازن والمقاسات والأشكال والأحجام والألوان

ثالثا : ركن التمثيل الحر:
يعتبر ركن صغير يمثل البيت يتقمص الطفل فيه أدوار أفراد الأسرة ، يكتسب فيه الطفل بعض القيم والمفاهيم مثل تعلم الطفل الأخذ والعطاء و التعامل الإنساني مع الآخرين واكتساب اللغة من خلال اللعب ويتغير هذا الركن وفقاً للوحدات المعطاة مثلاً في وحدة أنا وجسمي يتغير هذا الركن إلى غرفة الطبيب .

رابعاً : ركن الإدرك:

يرتبط هذا الركن بألعاب تركيبية متنوعة تمارس على الطاولة يقوم الطفل بالفك و التدوير و التركيب وإدخال خيط في خرز و إجراء مقارنه في التشابه والتميز و محاولة تركيب بعض الكلمات لتكوين جمل لتحسين تفكير الطفل و تنمية التوافق العضلي بين العين واليد و تنمية عضلات الطفل الصغرى .

خامساً: ركن البحث والاستكشاف:
يعد هذا الركن من الأركان المهمة في بيئة الطفل فهو الركن الذي يحتوي على حيوانات و نباتات وأنواع من التربة و الحصى و القواقع والأصداف والحشرات و البذور و يهدف بشكل أساسي إلى تنمية مفهوم تقدير الحياة و فهم الطبيعة وتنمية حب الاستطلاع والفضول والرغبة في البحث والاستكشاف .

سادساً : ركن الفنون:
يمارس الطفل في هذا الركن شتى أعمال الرسم ويعبر الطفل عن أفكاره والاعتماد على نفسه في استعمال المواد المختلفة استعمالاً صحيحاً و المشاركة في الأعمال مع المجموعة تنمي الحس الجمالي و الإبداع لدى الطفل .

سابعاً : ركن التخطيط
يعتبر هذا الركن تمهيداً لمارسه الكتابة في المراحل العمرية المقبلة وذلك من خلال التدرج في تعلم الطفل مبادئ الكتابة ابتداء بأنواع الخطوط : المائلة – المستقيمة – الأفقية و العمودية و المنقطة تبعها محاولة الطفل لنسخ أسمة لإعداد وبعض الحروف حسب درجة صعوبتها واستيعاب الطفل لها وقدرته على نطقها وقد تطور إلى كتابه كلمات بسيطة مع قراءتها وذلك يعتمد على استعداد الطفل نفسه.

اللقاء الأخير

هو اللقاء الذي تجتمع فيه المعلمة مع مجموعة من الأطفال في نهاية الدوام ، للوقوف على مدى الإنجازات المحققة في ذلك اليوم ما حواه من أفكار وأنشطة ، و تذكرهم بأعمال اليوم التالي وما فيه من مشوقات ، ليستعدوا لها نفسياً ويكون الأطفال هم محور نشاط أعمال هذه الفترة . فيرددون الآية القرآنية التي تعلموها صباحاً ، ثم يعرضون إنتاجهم ، ويتحدثون عما قاموا به خلال النهار و يعتبر نهاية هذا اللقاء ، خاتمة البرنامج اليومي ، فيتم تلخيص أنشطة اليوم كله وجمع الأفكار والتذكر والمقارنة، ثم التهيئة لعمل الغد .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
يعطيكي العافيه .......#
 
الوسوم
الأطفال المطور رياض منهج
عودة
أعلى