( الصاحب ) قصة للعبرة

  • تاريخ البدء
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
بسم الله :
جلس العم محمود بمزرعته متكئا تحت ظل شجيرته المفضلة بعد ان أن توضأ وصلي العصر ، جائته رفيقة دربه تحمل شيئا من الاكل والشاي فهي تعرف ان بعلها يهوى كاسة الشاي بهذا الوقت بالذات .العم محمود هذا له من البنات ثلاث وابن واحد تربى في عز ودلال لكونه الابن الوحيد وليس له من الصحبة والعلاقات الشيئ الكثير فهو كادح بمزرعته لا يفارقها وكلما يحاول أن يربي إبنه على طريقته ويزرع فيه قيم الرجال ومفاهيم العاقلين تردعه حرمه المصون بكلمات عتاب وتفهمه بأن الولد مازال صغيرا ويحتاج لوقت كي يعرف مكانه بين الرجال ، إنه يعرف جيدا أن الابن لم يعد طفلا فقد تخطي العشرين من عمره وصار لزاما عليه أن يسير بخطي جدية وواثقة في دروب الحياة ولكن ما الحيلة في توسلات حرمه التى لايستطيع ان يخالف رغباتها فهي المدللة لديه لكونها ابنة عمه ورفيقة عمره . ارتشف كاسة الشاي حيث ذهبت ام كامل لتكمل اعمالها المنزلية واختلي عمنا محمود بنفسه يفكر في هذا الكم الهائل من الشباب الوافد على ابنه ليل نهار افرادا وجماعات يلهون ويضحكون يأكلون ويشربون وويل لمن يعترض من الأخوات المغلوبات على امرهن فهن مسخرات لخدمته وتلبية حاجاته اليس الأخ الوحيد الأوحد والمدلل من الأم الحبيبة . سأله ذات يوم عن هؤلاء الفتية وسر علاقته بهم فرد الابن متدمرا ( أووووووه يا ابي انهم اصحابي ولن اقبل اي نقاش بشأنهم ) فكر وفكر وتسائل في نفسه : ياترى ايعقل أن يكون الأصحاب بهذا العدد الكبير ؟ أترى يستطيعون تقديم المعونة لصاحبهم لو اقضت الضرورة ؟ اسألة كثيرة تدور في ذهنه ولا إجابه . هنا تحركت الخبرة والفطنة والتجارب وخطط وقرر ونفذ .
في ليلة مظلمة وبعد أن صلى صلاة العشاء جاء لولده الوحيد مذعورا وفي حالة غير طبيعيه يحمل سكينا ملوثا بالدماءوقال لابنه لقد وقعت في ورطة كبيرة وقتلت شخصا هنا بالمزرعة في ذلك الركن المظلم لكونه حاول سرقة المواشي من المزرعة وهيا اذهب لأقرب اصحابك كي يساعدنا في التخلص من جثة القتيل قبل أن يأتي النهار ، خرج الولد المدلل مرعوبا متثقالا ودهب لأحصابه الأول فالثاني والثالث والرابع إلى آخرهم وكلهم يتهرب من المشاركة بطريقته وبحجج متعددة ولم يلبي نداءه أي منهم . عاد لوالده مهموما واخبره بأن جميع اصحابه رفضو مساعدته . هنا قال له هيا ماعليك اذهب إلى عمك فلان صاحبي واخبره بالأمر وقل له أن يأتي ليساعدنا ذهب الإبن مسرعا لصاحب أبية واخبرة بالحادث الأليم والأمر الخطير فما كان من هذا الصاحب إلا أن يلبي نداء صاحبه ويأتي مسرعا وصل لصاحبه وذهب معه حيث يوجد القتيل وخلفهما هذا الابن المدلل والذى تخلى عنه اصحابه في وقت الشدة وهنا تفاجأ بأن القتيل لم يكن قتيلا بل خروفا قام الاب بذبحه كي يختبر صحبة ابنه . بدأو في عملية سلخ الخروف وتقسيم لحمه لجزأين وحين اكتملت العملية وغسل الجميع اطرافهم سأل عمنا محمود ابنه سؤالا وحيدا وهو : " أعرفت يا بنى معنى الصاحب الحقيقي ؟ "

انها للعبرة فقط . دمتم بخير
 
التعديل الأخير:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الوسوم
الصاحب قصة للعبرة
عودة
أعلى