أعملوا فكل ميسر لما خلق له

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
[font=&quot]
[/font]
أعملوا فكل ميسر لما خلق له
روى البخاري وبقية الجماعة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال (( ما منكم من أحد أو من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار , وإلا كتب شقية أم سعيدة )) فقال رجل : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة ومن كان منا من أهل الشقاء فسيصير إلى أهل الشقاء ؟ فقال عليه الصلاة والسلام (( أما اهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة , واما أهل الشقاء فييسرون إلى عمل أهل الشقاء , ثم قرأ ((فَأَمّا مَنْ أَعْطَىَ وَاتّقَىَ * وَصَدّقَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَىَ * وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىَ * وَكَذّبَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىَ ))الليل 5ـ10 .
إذا قرىء الحديث بدون الآيات التي قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم في آخره فإنه قد يحصل خلل في الفهم , أما الأنتباه إلى ربط الآيات بالحديث فإنه يجلي المعنى بوضوح , لقد فهم الصحابة رضي الله عنهم أنه لا فائدة من العمل ما دام مصير الإنسان قد تقرر سلفاً وكتب له في اللوح المحفوظ أنه من أهل الجنة أو من أهل النار ولذلك سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم : هل بقي للعمل من نفع ما دامت النتيجة محسومة ؟ فأجاب كما في الرواية الآخرى (( إعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له )) فهو صلى الله عليه وسلم قد أمر بالعمل ولكن هذا الجواب قد يشعر بأن الكتابة السابقة تجبر العبد على أفعال معينة مفروضة عليه ومصيره إلى الشقاء أو إلى السعادة مفروض عليه فرضاً ولكن ربط الآيات بالحديث يقلب التصور ويصححه و فالآيات تقول ((فَأَمّا مَنْ أَعْطَىَ وَاتّقَىَ * وَصَدّقَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَىَ )) أي أن تيسيره لليسرى هو بسبب عمله , فعمله هو الأصل والتيسير هو الفرع والآيات التي لحقت تقول (( وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىَ * وَكَذّبَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىَ)) أي أن تيسيره للعسرة هو بسبب عمله وليست الكتابة السابقة , فالكتابة سبقت القيام بالعمل ولكنها لم تكن هي الدافع إلى العمل .
الله سبحانه وتعالى علم منذ الأزل أن فلاناً سيفعل كذا وكذا باختياره فكتب في اللوح المحفوظ أن عبدي فلاناً سيفعل كذا وكذا في زمن كذا وكذا , وبما أن علم الله سبحانه وتعالى صحيح فإن عمل الإنسان سيكون طبق الكتابة في اللوح المحفوظ , ولذلك نقول بأن الكتابة في اللوح المحفوظ هي سابقة وليست سائقة , إنها سبقت العمل ولكنها لم تسق الإنسان إلى العمل .
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
 
أعملوا فكل ميسر لما خلق له
 
الوسوم
أعملوا خلق فكل لما له ميسر
عودة
أعلى