((حوار مع ساعه ))

  • تاريخ البدء

عاشق مصر

من الاعضاء المؤسسين
((حوار مع ساعه ))
تك ...تك ...تك ...ثم توقف الصوت ..
فنظر الرجل الى ساعته فاذا هى واقفه , حاول اصلاحها فلم يستطع ,فحاول مرة اخرى فتكلمت العقارب قائلة : لاتحركني يا صاحبي !!
فنظر الرجل اليها مستغربا وقال : اعقرب يتكلمين ؟!!
ثم قال:وما سبب عدم تحركك ؟!
قالت :لانك تتزين بي امام الناس ولا تزين بي اعمالك وفوقوفي خير من حركتي .
قال :ولكن كيف اضبط وقتي واقسم اعمالي ؟
قالت : وهل انت ممن يحرصون على استغلال الوقت ,ويحزنون على ضياعه؟!
قال مترددا..الحقيقة..انني اضيع كثيرا من وقتي..
ثم استدرك وقال : ولكن يمكنني التدارك , وتعويض التقصير..
قالت : لااظن ذلك !ّ
قال : ولماذا ؟
قالت : لان الوقت اذا فات مات وانه ابي الجانب بطئ الرجوع ,فلا يمكن استدراك ما فات منه , لان الوقت الثاني قد استحق واجبه ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم
frown.gif
(من افطر يوما من رمضان ,متعمدا من غير عذر ,لم يقضه عنه صيام الدهر وان صامه ))
قلت آه ,الآن فهمت ما تقصدين ,اي اني اذا ضيعت وقتا لا يمكنني استدراكه لان واجبا آخر قد حل بعده ..
قالت : نعم هذا ما قصدته من الحزن على الوقت ولو كان لمن ضيع وقته حزن على الوقت لما ضيعه فالزمن عزيز ز
قلت : اعاهدك على استغلال وقتي .. ولكن ارجوك تحركي !!
قالت : لك ماطلبت .. ولكن !
اعلم يا عبد الله .. ان لم تستغلني بالخير فساسلط عليك عقاربي لتلدغك , فانت تخاف من عقارب الدنيا ولا تخاف من عقارب ساعتك ؟!!
ثم تحركت الساعه .تك .. تك .. تك .
الحمد لله خالق الموت والحياة , ومقر ظروف الحياة .. خلقنا في هذه الدنيا نتقلب بين الدقائق والساعات .
فان ابن ادم يتنقل في الكون بسته اسفار :
فالسفر الاول : سفر السلالة من الطين .
الثاني : سفر النطفة من الصلب .
الثالث : السفر من ظلمة البطون الى نور الدنيا .
الرابع : السفر من بهرج الدنيا الى ظلمة القبور .
الخامس : السفر من القبور الى العرض والحساب .
السادس : السفر الى منزل الاقامة الجنة او النار - اعاذنا الله من النار .
فهذه سته اسفار ينتقل فيها ابن ادم حتى يستقر ويقيم في موطنه الحقيقي , (ووقت العمل الذي هو محاسب عن الوقت فيه ) يكون في السفر الثالث وهوالسفر الذي ينتقل فيه الانسان من ظلمة البطون الى نور الدنيا , وهى مرحلة تحدد ما بعدها .
فلنحيي فيها شعار (( الوقت عمار او دمار )) فيما بيننا حتى نفوز في حياتنا ويكون مصيرنا الى الجنة .
نسال الله ان يعيننا على انفسنا من انفسنا في حسن استغلال اوقاتنا , وان لا نكثر من الغفلات في ايامنا , فان عواقب الفغلة وخيمة .
(( لحظة يا صاحبي ان تغفل الف ميل زاد بعد المنزل
رام نقش الشوك حينا رجل فاختفى عن ناظريه المحمل))
وقصة هذا الشعر :
(( ان انسانا كان تائها في مفازة يمشي على قدميه , فشهد على بعد منه محملا امل فيه اسباب النجاه , فاسرع متعجلا يقصده حافيا , فاصاب الشوك قدميه , فصرف بصره عن المحمل لحظة , لنزع الشوكة من قدميه , فغاب عنه المحمل ! ومات امله ولبسته الحسرات))
فانظروا , الى (( الوقت )) (الذي صرفه صاحب القصة) للنظر الى الشوكة .
كيف اثر في حياته ؟ حتى اختفى عنه المحمل !
فكيف بمن ضيع وقته بالنظر الى اشواك الدنيا ؟ فكم ياترى سيضيع من حياته ؟ !!
وفي الختام
اسال الله عز وجل ان يوفقنا الى ما يحبه ويرضاه , وان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا
 
عشووق يسلموو على موضوعك الرائع
لا شك ان موضوع الوقت واستغلاله هو امر ضروري في حياتنا خاصة في زمن السرعة وزمن المهمات الكثيرة وضغوطات الحياة وفراغ من جهة اخرى
فكل لحظه هي من عمرنا ولا يمكن ان تقف عقارب الزمن او نعيدها الى الوراء
نسال الله ان يعيننا على حسن استغلال وقتناا
تقبل رايي المتواضع
 
ســارة

رأيك ع راسي ومو متواضع
مشكورة علي مرورك
تقبلي تحياتي
 
الوسوم
حوار ساعه مع
عودة
أعلى