آه صحيح قد كانت طفلة

القطه

الاعضاء

طفلة


وقفت مدهوشة كالمسحورة تماما أمام جمال هذه الطفلة، شعر أشقر مموج ، عينان زرقاوان واسعتان، أنف شامخ بكبرياء، وشفتان حمراوان صغيرتان، طفلة تذكرك بطرد بريدي... كانت أجمل طفلة تراها في حياتها .. أرادت أن تقبل خديها الحريريتين وتستنشق عبقها الجناني فمالت نحوها: "لا تلمسيني" سمعت صوتا، تراجعت بخوف و تلفتت حولها، لم يكن في الغرفة أحد معها سوى الطفلة، سمعت الصوت مرة أخرى: "إنك لا تستحقين تقبيلي" التفتت إلى الطفلة و شهقت: يا إلهي إنها تتحدث رغم أنها مولودة تواً .. أكملت الطفلة: "لا أريدك أن تقتربي ابتعدي سريعا" حاولت أن تلملم بعضها قليلا و قالت: الأطفال جميلون كلهم، لكني أتمنى طفلة مثلك فجميع أبنائي ذكور .

بدأت الطفلة بالبكاء قائلة: "لا تستطيعين تقبيلي كما أني لن أستطيع فعل ذلك" سألت: "و لماذا لا تستطيعين ذلك؟" ردت الطفلة وهي تختنق بعبرتها: "عليك أن تعرفي السبب إن فكرت فستجدينها" كانت على وشك التذكر حينما أفاقت و هي في غرفة فخمة في أحد المستشفيات الخاصة و معدتها تتقلب بتأثير المخدر.

انتقى الطبيب -صديق العائلة- وردة من الزهرية و مدها إليها قائلاً: الحمد لله على سلامتك سيدتي، كانت عملية إجهاض ناجحة ثم قال مستدركا: آه.. صحيح .. لقد كانت طفلة .



القصة للكاتب التركي : جنيد سوافي
 
الوسوم
آه صحيح طفلة قد كانت
عودة
أعلى