قلق الانفصال
#قلق_الانفصال
- من الطبيعي جداً – بل من نعم الله تعالى - أن يتطور لدى الطفل ما يُدعى قلق الانفصال عن الأم خاصةً، فلا تكاد تغيب الأم عن عيونه حتى يشعر بالتوتر ..
كونه بدأ يدرك أن سبب التغير الهائل الذي حصل في حياته هو الولادة أي انفصال الجسد عن الجسد.
إنَّ الفرق شاسع ما بين "رحم الأم" حيث السهولة في كل شيء وعدم المسئولية عن أي شيء، وما بين "رحم الحياة" حيث الصعوبة والمسئولية التي تترقى مع تكامل نضج الطفل ليصبح فيما بعد مسئولاً عن كل شيء ...عادةً يستشعر الكائن الصغير ذلك الفرق، ويربط عدم شعوره بالراحة بوجوده بعيداً عن جسد أم، فعقله الصغير لمّا يدرك أن غياب الشيء عن ناظريه لا يعني فقده بشكل دائم، والنتيجة سيتحول شعوره بعدم الراحة أو القلق عند انفصاله عن أمه إلى خوف يترقى حتى يصل للذروة أي الرهاب Phobia، أي ذعر شديد عند غياب أمه ..
نقبل ذلك كجزء من تطور نفس الطفل لغاية عمر 3 إلى 4 سنوات *...
بل نحمد المولى عليه فلولاه لضاع أطفالنا مرراً وتكراراً عن أمهاتهم ..
لذلك يتوجب علينا "احترام هذا الخوف" بل جعله بمثابة "الحق للطفل" بأن يبقى مع أمه لصيقاً بها مهما كانت الظروف لغاية عمر 4 سنوات كحد أقصى ...
- بعد 4 سنوات يتحوّل رهاب الطفل الشديد إلى خوف متناقص مع تجارب الطفل في الانفصال عن أمه كاصطحابه من قبل أبيه فقط، والزيارات العائلية عند أقاربه دون أمه، وغرفة الألعاب حيث تغيب أمه عنه، ثم أخيراً الروضة والمدرسة ...
المهم ارتباط حداثة انفصاله عن أمه بمتعة ما أو بنشاط ما ليشعر بتلك القدرة الاستقلالية تتنامى رويداً رويداً ...
فكلما سمحت الأم للطفل في الاعتماد على نفسه بشكل متدرّج ومدروس كلما قلَّ قلق الانفصال عنده ..
بحيث تكون القاعدة الهامة:
[كلما زادت الاستقلالية عند الطفل Autonomy كلما نقص خوف الانفصال separation anxiety ]
أما أن يبقى الرهاب عن الانفصال عن الأم مستمراً لأعمار أكبر من 4 سنوات، فهذا يعني أن هنالك "عرقلة" ما في النمو النفسي للاستقلالية عند الطفل لأسباب متعددة أشيعها هو :
الأم نفسها هي من تعرقل – بوعيها أو بدون وعيها- النمو النفسي للاستقلالية عند طفلها بحرصها الزائد عليه...
الإشكالية في هذه العرقلة أنها تمنع الطفل من تطوير الاعتمادية على نفسه autonomy ، وهي إحدى الأساسات المهمة لكل نجاح في الحياة ..
[ أن يتوكل على الله بما أودعه إياه مولاه من قدرات في ذاته ... ]
لكنّ الأم تمنع هذا عملية التوكل تلك والثقة بالذات، وتحوّلها إلى التوكل عليها والثقة بها فقط، وللأسف مدى الحياة ...
ليصبح قلق الانفصال عن جسد الأم قلقاُ للانفصال عن فكر الأم أو عن مشاعرها ...
ليكبر الطفل مهما كبر ليبقى صغيراً أمام أمه وأمام خوف الانفصال عنها جسدياً وفكرياً وشعورياً ...
والحل ...
فقط أفسحي المجال لطفلك أن ينضج ..
[Let him to grow up "
ولمن كبر طفلها وأصبح #رجلاً_بنفسية_طفل
أنصحها ببساطة بجلسات العلاج النفسي لها أولاً وله
ثانيا .
* الأمر نسبي بالنسبة للحد الأعلى لنهاية قلق الانفصال الطبيعي عن الأم وبحسب طبيعة كل مجتمع، فالمجتمعات القروية الزراعية يكون العمر أقل عن المجتمعات المدنية التجارية مثلاً
بقلم الدكتور #ملهم_الحراكي
#بصيرة_طبي_نفس
#بصيرة_تربوي
#قلق_الانفصال
- من الطبيعي جداً – بل من نعم الله تعالى - أن يتطور لدى الطفل ما يُدعى قلق الانفصال عن الأم خاصةً، فلا تكاد تغيب الأم عن عيونه حتى يشعر بالتوتر ..
كونه بدأ يدرك أن سبب التغير الهائل الذي حصل في حياته هو الولادة أي انفصال الجسد عن الجسد.
إنَّ الفرق شاسع ما بين "رحم الأم" حيث السهولة في كل شيء وعدم المسئولية عن أي شيء، وما بين "رحم الحياة" حيث الصعوبة والمسئولية التي تترقى مع تكامل نضج الطفل ليصبح فيما بعد مسئولاً عن كل شيء ...عادةً يستشعر الكائن الصغير ذلك الفرق، ويربط عدم شعوره بالراحة بوجوده بعيداً عن جسد أم، فعقله الصغير لمّا يدرك أن غياب الشيء عن ناظريه لا يعني فقده بشكل دائم، والنتيجة سيتحول شعوره بعدم الراحة أو القلق عند انفصاله عن أمه إلى خوف يترقى حتى يصل للذروة أي الرهاب Phobia، أي ذعر شديد عند غياب أمه ..
نقبل ذلك كجزء من تطور نفس الطفل لغاية عمر 3 إلى 4 سنوات *...
بل نحمد المولى عليه فلولاه لضاع أطفالنا مرراً وتكراراً عن أمهاتهم ..
لذلك يتوجب علينا "احترام هذا الخوف" بل جعله بمثابة "الحق للطفل" بأن يبقى مع أمه لصيقاً بها مهما كانت الظروف لغاية عمر 4 سنوات كحد أقصى ...
- بعد 4 سنوات يتحوّل رهاب الطفل الشديد إلى خوف متناقص مع تجارب الطفل في الانفصال عن أمه كاصطحابه من قبل أبيه فقط، والزيارات العائلية عند أقاربه دون أمه، وغرفة الألعاب حيث تغيب أمه عنه، ثم أخيراً الروضة والمدرسة ...
المهم ارتباط حداثة انفصاله عن أمه بمتعة ما أو بنشاط ما ليشعر بتلك القدرة الاستقلالية تتنامى رويداً رويداً ...
فكلما سمحت الأم للطفل في الاعتماد على نفسه بشكل متدرّج ومدروس كلما قلَّ قلق الانفصال عنده ..
بحيث تكون القاعدة الهامة:
[كلما زادت الاستقلالية عند الطفل Autonomy كلما نقص خوف الانفصال separation anxiety ]
أما أن يبقى الرهاب عن الانفصال عن الأم مستمراً لأعمار أكبر من 4 سنوات، فهذا يعني أن هنالك "عرقلة" ما في النمو النفسي للاستقلالية عند الطفل لأسباب متعددة أشيعها هو :
الأم نفسها هي من تعرقل – بوعيها أو بدون وعيها- النمو النفسي للاستقلالية عند طفلها بحرصها الزائد عليه...
الإشكالية في هذه العرقلة أنها تمنع الطفل من تطوير الاعتمادية على نفسه autonomy ، وهي إحدى الأساسات المهمة لكل نجاح في الحياة ..
[ أن يتوكل على الله بما أودعه إياه مولاه من قدرات في ذاته ... ]
لكنّ الأم تمنع هذا عملية التوكل تلك والثقة بالذات، وتحوّلها إلى التوكل عليها والثقة بها فقط، وللأسف مدى الحياة ...
ليصبح قلق الانفصال عن جسد الأم قلقاُ للانفصال عن فكر الأم أو عن مشاعرها ...
ليكبر الطفل مهما كبر ليبقى صغيراً أمام أمه وأمام خوف الانفصال عنها جسدياً وفكرياً وشعورياً ...
والحل ...
فقط أفسحي المجال لطفلك أن ينضج ..
[Let him to grow up "
ولمن كبر طفلها وأصبح #رجلاً_بنفسية_طفل
أنصحها ببساطة بجلسات العلاج النفسي لها أولاً وله
ثانيا .
* الأمر نسبي بالنسبة للحد الأعلى لنهاية قلق الانفصال الطبيعي عن الأم وبحسب طبيعة كل مجتمع، فالمجتمعات القروية الزراعية يكون العمر أقل عن المجتمعات المدنية التجارية مثلاً
بقلم الدكتور #ملهم_الحراكي
#بصيرة_طبي_نفس
#بصيرة_تربوي
