لكم عيدكم و لي عيدي

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
لكم عيدكم و لي عيدي


لكم عيدكم و لي عيدي

العَالَمُ المَـجْنُونُ يَــرْقُصُ ضَاحِكَاً
بِوَدَاعِ عَامٍ ضَاعَ مِنْ أَعْـــــوَامِهِ

وَالنَّاسُ لَوْ عَقلُـوا لَطَالَ بَكُاؤُهُمْ
نَدَمَاً عَلَى مَا ضَاعَ مِنْ أَيَّـــــامِهِ

فِيمَ السُّرُورُ وَ كَيْفَ يَغْمُرُ مُهْجَتِيْ
فَرَحٌ وَ قَدْ عَانَيْتُ مِنْ آلامِـــهِ

وَقَضَيْتُهُ بَيْنَ التَأَسُّفِ وَ الأَسَى
وَ أَنَا رَهِينٌ فِيْ يَدَيْ آثَــامِهِ

وَ لَكَمْ يَئِسْتُ بِفَجْرِهِ وَ لَـــــــــكَمْ
نَزَفْتُ بِقَيْظِهِ وَ سَهِدْتُ وَسْطَ ظَـــلَامِهِ

قَالَ الرِّفَاقُ تَعَــالَ نَسْعَدْ لَيْلَةً
فَالمَرْءُ يُفْطِرُ بَعْدَ طُولِ صِيَامِهِ

مَا عَاشَ فِيْ دُنْيَاهُ مَنْ هُوَ عَاشَهَا
مِنْ غَيْرِ مَــزْجِ حَلَالِهِ بِحَرَامِهِ

يَا شَاعِرَ الأَحْزَانِ غَرِّدْ وَانْطَــلِقْ
فَالعِيدُ يَدْعُونَا لِرَشْفِ مُـــــدَامِهِ

وَ الـرَّوْضُ يَطْمَعُ أَنْ نُلِمَّ بِزَهْرِهِ
وَ نَحلَّ أَضْيَافَاً عَلَى أَنْــــسَامِهِ

وَ البُلْبُلُ الشَّادِي يَوَدُّ لَوَ أننا
نُصْغِي إِلَى التَّرْجِيعِ فِي أَنْغَامِهِ

وَ الـبَدْرُ يَنْظُرُ نَحْوَنَا وَ كَـأَنَّهُ
طَرْفُ الفَتَاةِ يَرَى فَتَى أَحْلَامِهِ

فِيمَ التَّرَدُّدُ حُلَّ قَلْبَكَ قَدْ شَـــكَا
مِنْ طُولِ مَا عَقَّدْتَ مِنْ إِحْرَامِهِ

فَقُمِ اسْقِ طَرْفَكَ مِنْ يَنَابِيعِ الــهَوَى
فَالطَّرْف أَيْبَسَهُ لَهِيبُ أُوَامِهِ

فَأَجَبْتُهُمْ أَنْتُــمْ لَكُمْ عِيدٌ أَتَـى
أَلْقُوا السَّلامَ عَلَى رَقِيقِ سَلَامِهِ

وَاسْتَقْبِلُوهُ بِمَــا يَلِيقُ بِمَجْــدِهِ
وَ لْتَبْلُغُوا الغَاياتِ فِيْ إِكْرَامِهِ

أَمَّا أَنَا فَالعِيدُ عِنْدِيْ غَيْرُ ذَا
هُو حِينَ يَجْنِيْ القَلْبُ بَعْضَ مَرَامِهِ

لَمَّا أَرَى الأَقْصَى الأَسِيرَ مُحَرَّرَاً
وَ شَفْتْهُ كَفُّ النَّصْرِ مِنْ أَسْقَامِهِ

وَ أَرَى بَنِيْ وَطَنِيْ تَجَمَّعَ َشَمْلُهُم
وَ اسْتَيْقَظَ الغَافُونَ مِنْ نُوّامِهِ

وَثَبُوا عَلَى أَصْنـامِهِ بِفُؤُوسِهِمْ
فَأَتَتْ عَلَى مَا كَانَ مِنْ أصنامه

وَ الوَحْدَةُ الكُبْرَى تُزَينُ وَجْـهَهُ
وَ الأَرْضُ تَنْهَلُ مِنْ سَنَا إِسْلَامِهِ

#شعر : سعيد يعقوب
 
عودة
أعلى