الأركيلة

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
الأركيلة


رجاءً اقرؤوه للأخير وانشروه لعلَّه يصادف قلباً حيَّا فينتفعَ وأنتفع معكم بالثَّواب
_ كلُّنا يعلمُ أنَّ عبادةَ الصِّيام يريدُ الله تعالى منها أن يتحرَّر الإنسان من عبوديَّته للشَّهوات المحرَّمة واستسلامه للعادات السَّيِّئة، وهذه من العادات الَّتي شاعت شيوعاً مخيفا مرعباً حتَّى عمَّتْ كثيرا من الرِّجال والنِّساء والشَّباب والفتيات، وهم لهيمنتها عليهم لا يجدون فيها بأساً ولا حرجاً، ولا يحسِّون فيها أذى ولا ضرراً، وتجعل متعاطيها أسيراً لرشفة أركيلة ويتوهَّم أنَّه لا يمكنه الانفكاك عنها.
ألم نتعلَّم من عبادة الصِّيام الَّتي قوَّت عزيمتنا وشحذت إرادتنا أن نستعيدَ السَّيطرة على شهوتنا، ونستعيد امتلاكنا لأنفسنا، ونحميها من سموم كثيرة.
_لماذا الأركيلة؟
الجواب المعتاد أمرُّ بأزماتٍ صعبة تجبرني على التَّدخين أو أخفِّف بها من ضغط العمل وأعباء الحياة أو أروِّح بها عن نفسي لأجدِّد نشاطها
والحقيقة أنَّ الأركيلة لا تزيل أزماتك ولا تتخفِّف ضغوطك، إن كنتَ تريد حقَّا التَّخلُّصَ من مشكلاتك، فالتجئ إلى الله تعالى فهو وَحدَه الَّذي يُفرِّج الكُرُبات ويصرف عنك الضُّرَّ، ألم تسمع قوله: (وإن يمسسك الله بضُرٍّ فلا كاشفَ له إلَّا هو)
كلُّنا بحاجة إلى التَّرويح عن أنفسنا ويخطئ من يظنُّ أنَّ الشَّاب أو الشَّابة الملتزمين لا يُروِّحان عن النَّفْس، ولكنَّ الإنسان الذَّكيَّ يعوِّد نفسَه أنَّ راحتها بما فيه مرضاة الله (قراءة رواية هادفة، حضور مجالس علم، قراءة قرآن أو ذكر أو كتابة في موضوع ما ...) وإن لم تستسغ ذلك أوَّل مرَّةٍ فسوف تجبرها مرَّة ثُمَّ تجدُ الأمر عاديَّا لا يمنحك التَّسلية ولا يصيبك بالملل ثمَّ مرَّة بعد مرَّةٍ ستجد متعةً قبل الفائدة والثَّواب عندما تبحث عن ترويح للنَّفس يرضي الله ويعود عليك بالفائدة.
_ لم هذا التَّشدُّد وهل الأركيلة حرام سمعتُ أنَّها مكروهة وحسب؟
هب أوَّلاً أنَّها مكروهة لم نتساهل مع المكروه؟ ألا يردعنا أن نخسر محبَّة الله لنا؟
كيف نرضى أن نأتي أمرا يكرهه الله، نعم هذا الدُّخان ممَّا يكرهه الله تعالى؛ لأنَّه من الخبائث، والله تعالى حرَّمَ الخبائث بصريح نصِّ القرآن الكريم ( ويحلُّ لهمُ الطَّيِّبات ويُحرِّمُ عليهم الخبائث) وهذا ما سمَّاه علماؤنا التَّحريم بالدَّليل العامِّ.
وقد سمعت من أستاذنا فضيلة الشَّيخ نعيم عرقسوسي: أجمع العلماء المعتبرون والرَّاسخون في العلم على أنَّ التَّدخينَ #حرام_حرمةً_قطعيَّة لما ثبت من أضراره الكثيرة الَّتي لا حصر لها.
_ كلُّ أصدقائي يؤركلون وسأجد حرجاً وسأبدو متخلِّفاً لو لم أماشيهم.
لا يَغرَّنَّك في طريق الباطـل كثرةُ الهالكين
ولا يُوحشنَّك في درب الحقِّ قِلَّةُ السَّالكين.
_أنا الحمد لله لست مدمنا فقط أؤركل عندما أخرج إلى مقهى مع الأصدقاء
هذه من حجج الشَّيطان، وهل تظنُّ أنَّ أحداً من المدمنين بدأ مدمنا، الكلُّ يبدأ بجلوس ونظرٍ بإعجابٍ إلى الأصدقاء المدمنين، ثمَّ يضيفونه رشفة كلَّ مرَّةٍ ثمَّ يتشارك مع صديق في واحدة فلا يشعر بثمنها، ثمَّ يطلب واحدة له، ثم يذهب إلى المقهى خصِّيصَى للأركيلة أسبوعيَّا ثم مرَّتين في الأسبوع وهكذا...
_ أجربُّها من سنين عند الخروج #للبرستيج ولم أتعلَّق بها
بعيدا عن كلام العلماء وعن أنَّ طالباتي المبتليات بها يقرأن المنشور بصفتي مدرِّساً لهنَّ أقول بصدق بنظرة شابٍّ كباقي الشَّباب: لا شيءَ يحطُّ فتاةً من عيني مثلُ رؤيتها والأركيلة في يدها إنَّه منظر #مُقرف بكلٍّ ما لهذه الكلمة من معنى؛ لأنَّ الحياء صفة حلوة في الرِّجال فكيف بها في النِّساء؟! ولأنَّ أجملَ ما في الأنثى أنوثتها، والأركيلة في المقاهي العامَّة تجرح الحياء والأنوثة، وهل الفم المطليُّ بأحمر الشِّفاه الَّذي ينفث الدُّخان وسط أعين الشِّباب أمرٌ طبيعيٌّ؟ بل أجدها مَعيبةً بحقِّ الخطيب أو الزَّوج أو الأخ الَّذي يجلس مقابلها وهي تعصي الله وتفتن مَن ذوقهم المريض يُفتن بهذا من الشَّباب.
وهي الَّتي ما جفَّت عيناها من بكاء ليلة القدر والتَّضرُّع إلى الله، تبكي وتسأل الله العفو عن ذنوبها وهي مصرَّةٌ على المجاهرة بها بعد يومين من إحياء اللَّيلة !
_ أنا أعرف ما قلت ولكنَّني مقتنع بها ولا أستطيع تركها منذ زمن ما المطلوب منٍّي؟
على الأقلّ أن تتبع (إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا)
أركلْ ولكن رجاءً لا تنشر صورك وأنت تنفث الدُّخان
ولا سيِّما إن كنتَ دكتورا جامعيَّا أو مدرِّساً يُعدُّ قدوة لطلَّابه وطالباته
أنا نشرتُ هذا في العيد لأنَّه الزَّمن الَّذي تزدحم فيه المقاهي فيتعلَّقُ عددٌ من بناتنا وشبابنا غير المدخنين بها، على الأقلِّ لا تَدْعُ أصدقاءك لتجربتها بل لا تسمح لهم وإن طلبوا.
أخيراً أقول ما ستستغربونه: أنا كنتُ من سنوات مبتلى بها لأعوام ستَّة، لم يساعدني في تركها إلَّا الدُّعاء الصَّادق لله بأن يعينني على تركها وسماع عدد من دروس علمائنا الَّتي بيَّنت أضرارها وحرمتها، واستشهاد ابن خالي الَّذي دعاني لتجربتها أوَّل مرَّة فخفت أن يحمل الإثم معي لأنَّه علَّمني فتركتها حبَّاً له رحمه الله.
ولا يسعني إلَّا أن أشكر رجلين من أساتذتي الَّذين أراهما قدوة صالحة
فضيلة الشَّيخ محمد خير الطرشان فقد كان لكلامه غير المباشر وقع السِّهام
والدُّكتور الَّذي خسرته جامعة دمشق بالأحداث د. سليمان العميرات الَّذي عاتبني لنشري صوري مع الأركيلة بالفيس وقال: "أنت قدوة لشباب الجامعة فإن أركلت أمامهم فسيتعلمون لأنَّهم يحبُّونك أيضاً" هذه كلمات لا أنساها.
جزاكما الله خيرَ ما يجزي عباده المخلصين.
أرجو أن يتَّسع صدركم لما قلت، والله من وراء القصد، والحقُّ أحقُّ أن يُتَّبع.
 
عودة
أعلى