شرح درس الفعل المبني للمجهول

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

?الفعل المبني للمجهول ?

ينقسم الفعل من حيث فاعله على قسمين :

الأول : ما ذكر فاعله معه، وهو المبني للمعلوم، او المبني للفاعل.

الثاني : ما لم يذكر فاعله معه، وهو المبني للمجهول، او المبني للمفعول، او الفعل الذي لم يسم فاعله، كما تذكر بعض الكتب اللغوية.

صوغ المبني للمجهول :

يصاغ المبني للمجهول بحسب نوع الفعل، وعلى النحو الاتي :

الماضي

أولا : الماضي السالم

(1)

فهم فهم

درس درس

بعثر بعثر

دحرج دحرج

(2)

تعلم تعلم

تسلم تسلم

تنفس تنفس

تصدق تصدق

(3)

انتصر انتصر

اجتمع اجتمع

استغفر استغفر

انطلق انطلق

(4)

قاتل قوتل

دافع دوفع

تفاهم تفوهم

تضارب تضورب

تعلم تعلم

الأفعال المذكورة أفعال ماضية سالمة، وهي مرة مبنية للمعلوم ومرة مبنية للمجهول. فافعال الطائفة الأولى (فهم) و(درس)، و(بعثر) و(دحرج)، اصبحت عند بنائها للمجهول : (فهم) و(درس) و (بعثر) و (دحرج). بضم أول كل منها وكسر ما قبل آخره. وهذ هي قاعدة بناء الفعل الماضي للمجهول(1).

اما أفعال الطائفة الثانية : (تعلم) و(تسلم) و (تنفس) و(تصدق)، فهي أفعال ماضية سالمة مبدوءة بـ(تاء) زائدة ونلحظ ان أولها قد ضم وضم معه ثانيها عند البناء للمجهول مع التزام كسر ما قبل الاخر، فأصبحت : (تعلم) و(تسلم)، و(تنفس)، و(تصدق).

واذا تأملنا أمثلة الطائفة الثالثة (انتصر) و(اجتمع) و(استغفر) و(انطلق)، وجدنا افعالا ماضية سالمة مبدؤة بهمزة وصل، ونلاحظ انها ضم أولها وثالثها، مع التزام كسر ما قبل الاخر، فأصبحت : (انتصر) و(اجتمع) و(استغفر) و(انطلق).

اما أفعال الطائفة الرابعة (قاتل) و(دافع) و(تفاهم) و(تضارب) فهي أفعال ماضية سالمة أيضاً، الا ان ثانيها الف زائدة كـ(قاتل) و(دافع)، أو ان ثالثها الف زائدة كـ(تفاهم) و (تضارب). ونلاحظ ان الالف قلبت واوا عند البناء للمجهول فأصبحت الأفعال :

(قوتل) و(دوفع) و(تفوهم) و(تضورب)، مع التزام كسر ما قبل الاخر.

ثانيا : الاجوف

1- قال قول قول قيل

جال جول جول جيل

حاك حوك حوك حيك

2- باع بيع بيع

سار سير سير

عاش عيش عيش

في امثلة القسم الأول الفعل (قال) أجوف واوى، وعند بنائه للمجهول رددنا عينه الى أصلها، ثم ضمنا اوله، وكسرنا ما قبل آخره، فأصبح (قول)، الا ان الكسرة مع الواو ثقيلة فنقلت الى القاف التي هي فاء الكلمة بعد سلب حركتها، فصار الفعل (قول)، فوقعت الواو الساكنة بعد كسرة، فقلبت ياء، فصار الفعل (قيل). وهكذا يقال في (جال)، و(حاك) وامثالهما.

واذا نظرنا الى الفعل (باع) في أمثلة القسم الثاني وجدنا اجوف يائيا. وعند بنائه للمجهول قلنا : (بيع) (2)، ثم نقلنا كسرة عينه الى فائه بعد سلب حركتها، فقلنا (بيع) وهكذا يقال في (سار) و(عاش) وأمثالهما.

ويجوز في بناء الاجوف الواوي للمجهول ان نقول :

قال – قول – قول – قيل.

فقد اصبح الفعل (قول)، وبعد اجراء العمليات التي اجريت فيه في امثلة القسم الأول اصبح (قيل) بضم فائه او كسرها، وتنطق الفاء بين هاتين الحركتين، فلا نخلصها الى الكسر، ولا الى الضم، وهذا يسمى بـ(الاشمام).

ويجوز الاشام أيضاً في الاجوف اليائي، فنقول في :

باع – بيع

بضم فائه او كسرها.

قال – قول – قول.

بكر الواو، والكسرة لا تناسب الواو للثقل، لذا نحذفها ونقول :

(قول). ومنه قول الشاعر :

حوكت على نيرين اذ تحاك تختبط الشوك ولا تشك

وكذلك نقول في (باع) :

باع – بيع – بيع – بوع.

لاننا عندما نقول : (بيع) تصبح الكسرة ثقيلة على الياء فتحذف وتصبح

(بيع) فوقعت الياء ساكنة اثر ضمة، فقلبت واوا، فصار الفعل (بوع) ومن هذا قول الشاعر رؤبة :

ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت

ومن هذا يتبين لنا ان ماضي الاجوف المبني للمجهول فيه ثلاث لغات(3).

اولها : كسر فائه وقلب عينه ياء ان كانت واوا.

ثانيها : ضم فائه وقلب عينه واوا ان كانت ياء.

ثالثها : الاشمام، وهو النطق بالفاء بين الكسر والضم، وقلب عينه ياء ان كانت واوا. ولا يظهر الاشمام الا في اللفظ.

واذا اردنا اسناد الفعل الاجوف المبني للمجهول الى الضمير المتحرك، فاننا نحذف عينه، ونكسر فاءه، اذا كانت تضم عند البناء للمعلوم فرقا بين الصيغتين. وما كانت فاؤه مكسورة في المبني للمعلوم فانها تضم في المبني للمجهول(4).

فنقول :

الفعل المعلوم المجهول

ساق سقت سقت – أي ساقني فلان.

سام سمت سمت – أي سامني فلان.

خاف خفت خفت- أي اخافني فلان.

ضام ضمت ضمت- أي ضامني فلان.

ويعامل المزيد الأجوف معاملة المجرد منه، الا انه عند اسناده الى الضمير المتحرك تحذف عينه اذا كانت تقلب الفا في الماضي المعلوم ويكسر ما قبلها، نقول في :

انقاد – انقود على لغة من يقول قول

اقتاد – اقتود على لغة من يقول بوع

ونقول :

انقاد – انقيد على لغة من يقول قيل

اقتاد – اقتيد على لغة من يقول بيع

ونقول عند اسنادهما الى الضمير المتحرك :

انقاد – انقدت

اقتاد- اقتدت

ثالثا : المضعف :

الفعل المعلوم المجهول

مد مد مد

شد شد شد

رد رد رد

دق دق دق

الأفعال (مد) و(شد) و(رد) و(دق) أفعال ثلاثية مضعفة، وقد بني كل منها للمجهول، ونلاحظ انه يجوز في بنائه للمجهول وجهان : ضم فائه او كسرها (5) وسبب الكسر عند الكوفيين هو ان عين الفعل في الاصل عند بنائه للمجهول مكسورة فنقلت الكسرة الى فائه فقيل رد وشد. والمعمول به أكثر هو مذهب البصريين. وقد قرئ (هذه بضاعتنا ردت الينا)(6)، و(ولو ردوا لعادوا نهوا عنه)(7) بالكسر فيها، وذلك بنقل حركة العين الى الفاء.
وجوز ابن مالك الاشمام في المضعف(8).

المضارع

أولا : المضارع السالم

ينصر – ينصر

اكرم – يكرم

يتكلم – يتكلم

ينتصر – ينتصر

الفعل المضارع السالم يضم أوله ويفتح ما قبل آخره وهذه هي القاعدة العامة لبناء الفعل المضارع للمجهول.

ثانيا : الاجوف

يقول – يقال

يصول – يصال

يبيع – يباع

يسير – يسار

الأفعال (يقول) و(يصول) و(يبيع) و(يسير) كل منها مضارع أ<وف مبني للمعلوم، والفعلان (يقول) و(يصول) واويان، والفعلان (يبيع) و(يسير) يائيان، وعند بنائها للمجهول قلنا :

(يقال) و(يصال) و(يباع) و(يسار).

فالفعلان (يقول) و(يبيع) عند بنائهما للمجهول ضم اولهما وفتح ما قبل آخرهما بحسب قاعدة بناء المضارع للمجهول، فاصبحا : (يقول) و(يبيع)، فتحرك حرفا العلة (الواو) و(الياء) وكان ما قبلهما ساكنا صحيحا (القاف) و(الباء) فنقلت الحركة على العلة ونقلت الى الساكن الصحيح قبله، فقلنا : (يقول) و(يبيع) بفتح القاف والباء واسكان الواو والياء.

واذا تأملنا (يقول) و(يبيع) قبل نقل حركة العلة الى الساكن الصحيح قبله وجدنا حرف العلة متحركا، فحرف العلة متحرك باعتبار الاصل، واذا تأملنا ما قبله الان وجدناه مفتوحا، لذا فقد تحرك حرف العلة باعتبار الاصل وانفتح ما قبله باعتبار ما آل إليه من نقل الحركة، فوجب قلب حرف العلة الفا نظرا لهذا فنقول : (يقال)، (يباع)(9)، وما قيل فيهما يقال في :

يصول – يصال

يسير – يسار

ينام – ينام

يستعيد – يستعاد

يستعين – يستعان

الأمر

لا يبنى فعل الأمر للمجهول، لانه لا يكون الا للمخاطب، والمبني للمجهول غائب، واذا اردنا ان نأمر بفعل مبني للمجهول فلابد ان نأتي بالمضارع المبني للمجهول مسبوقا بلام الامر، فنقول : (ليكتب الموضوع) و(لتدرس المسألة).

المبني للمجهول من اللازم :

عند بناء الفعل المتعدي للمجهول يقام المفعول مقام الفاعل، كقولنا في
(كتب خالد الجملة) : (كتبت الجملة). فاذا كان الفعل متعديا الى مفعولين ناب الأول عن الفعل – غالبا- وبقي الثاني منصوبا كقولنا في (قلد الرئيس البطل وساما) : (قلد البطل وساما).

واذا كان الفعل متعديا الى ثلاثة مفعولات، اقيم المفعول الأول مقام الفاعل، وبقي الثاني والثالث منصوبين كقولنا في (انبات خالدا العلم نورا) (انبئ خالد العلم نورا).

واذا كان الفعل لازما، فلا يبنى للمجهول، الا اذا كان معه الظرف او المصدر المتصرفان المختصان، او الجار والمجرور المتصل به. كقولنا في (سافر الوفد يوم السبت)، (سوفر يوم السبت).

وفي :

سلم محمد علي خالد – سلم على خالد.

جلس الطلاب في الصف – جلس في الصف.

وقف محمد موقفا مشرفا – وقف موقف مشرف.

أفعال وردت على صيغة المبني للمجهول :

وردت في كلام العرب أفعال يغلب عليها البناء للمجهول، منها (10) :

حم – جن – سل – شده – امتقع لونه وانتقع – غم الهلال – فلج – اغمي عليه – زهي علينا – عني به – بهت الخصم – طل دمه – هزل – نتجت الناقة – زكم – وعك – رهصت الدابة – واشتهر الأمر – استهتر فلان أي اولع. دهش، شغف به، وأولع بالشيء وأهتم به، واغري واغري وأغرم، واهرع، ونفست المرأة.

______________________
المصادر
(1) ينظر شرح المفصل 7 /71، وشرح الرضي على الكافية 2/ 251.

(2) ينظر الكتاب 2 / 360، ابنية الصرف في كتاب سيبويه 431.

(3) ينظر : الممتع في التصريف 2 / 451، أوضح المسالك الى ألفية ابن مالك 2 /155، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 1 / 502 – 505.

(4) انظر المنصف 1 / 254 – 255، الهمع 2/ 165، شرح الاشموني 1 / 411، المغني في تصريف الأفعال 204.

(5) أوجب الجمهور ضم أوله وجوز الكوفيون كسره ينظر : اوضح المسالك 2 / 158 شرح ابن عقيل 1 / 506.

(6) سورة يوسف الآية : 65. وانظر البحر المحيط 5/ 323.

(7) سورة الأنعام، الآية : 28 وانظر البحر المحيط 4 / 104.

(8) ينظر : أوضح المسالك 2 / 158، شرح ابن عقيل 1 / 506.

(9) انظر الممتع في التصريف 2 / 453.

(10) ينظر : الكتاب 2 / 238، ادب الكاتب 292 المزهر 2 / 233، شذا العرف 53، عمدة الصرف 81.
 
عودة
أعلى