النبي صلى الله عليه وسلم يستشير اصحابه

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
النبي صلى الله عليه وسلم يستشير اصحابه


النبي صلى الله عليه وسلم يستشير اصحابه

النبي صلى الله عليه وسلم يستشير اصحابه

هذا_الحبيب « ١٤٤ »
السيرة النبوية العطرة (( النبي صلى الله عليه وسلم يستشير اصحابه ))
_________________________________

? عندما أيقن النبي صلى الله عليه وسلم ، استعداد قريش للقتال
جمع اصحابه ، ليستشيرهم في الأمر
ومن حكمته صلى الله عليه وسلم ، وتشريعه السمح مبدأ الشورى
فجمع أصحابه
ليس هناك مجلس شورى خاص ، جمعهم وصارحهم بالخبر
وقال أشيروا علي أيها الناس
طيب لماذا ؟ لأنهم خرجوا للعير
أما قريش أن تخرج بجيش ، يحمي قافلتها هذا لم يكن بالحسبان على الإطلاق
___________________________

? قال :_ أشيروا علي أيها الناس ، ما ترون في قتال القوم ؟؟
فقال بعض الصحابة
لا والله مالنا طاقة بقتال العدو ، ولكن أردنا العير
وقال البعض
لم تعلمنا أنا نلقى العدو فنستعد لقتالهم
فظهرت الكراهة في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ ما ترون في قتال القوم ؟
أشيروا علي أيها الناس
فقام أبو بكر ، فقال خيراً ، فأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بخير
ثم قام عمر ، فقال خيراً ، فأثنى عليه النبي بخير
ثم قال :_ أشيروا علي أيها الناس
ثم قام المقداد بن الأسود وهو أيضا من المهاجرين
وقال :_ يا رسول الله امضِ لما أُمرتَ به فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى
{{ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }}
ولكن نقول: _اذهب أَنت وربك فقاتلا إِنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق نبيا ، لنقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك ومن خلفك حتى لو وصلت بنا إلى برك الغماد
[[ برك الغماد موقع يقال في أقصى اليمن وقيل أنه عند البحرين تضرب العرب في مكة المثل به في البعد]]
يعني نقاتل ونقطع المسافات الطويلة ونحن بين يديك
فأثنى عليه النبي ودعى له بالخير
______________________________________

? ثم قال صلى الله عليه وسلم
أشيروا علي أيها الناس
سؤال لماذا يكررها صلى الله عليه وسلم ؟؟
لأن الرسول يريد أن يعرف رأي الأنصار
لأن الذين تكلموا هم
{{أبو بكر وعمر والمقداد بن عمرو }}
وهؤلاء الثلاثة من المهاجرين
وهو يريد أن يعرف رأي الأنصار
تذكرون في بيعة العقبة الثانية ، عندما بايع الانصار النبي صلى الله عليه وسلم ، وبنود المعاهدة والبيعة ، وقلت لكم تذكروا هذه البنود
[[لأن المعاهدة التي كانت بين الأنصار ورسول الله أن تحمونني إذا دخلت دياركم وليس فيها أن تقاتلوا معي خارج المدينة فأراد صلى الله عليه وسلم أن يتأكد لهذا السبب ولأن الأنصار أكثر عدد فهم فوق ٢٠٠ رجل والمهاجرين بضع وسبعين ]]
ولذلك حتى بعد أن سمع الرسول صلى الله عليه وسلم
قول أبو بكر وعمر والمقداد
قال :_ أشيروا علي ايها الناس
ففطن لذلك الصحابي الجليل سيد الأنصار {{ سعد بن معاذ}}
هل عرفتم من هو سعد بن معاذ الذي ذكرت لكم قصة اسلامه
ذلك البطل الذي اهتز له عرش الرحمن
سعد بن معاذ كما قلنا أسلم وعمره ٣٠سنة، ومآت وعمره ٣٦ سنة !
فماذا فعلت يا ابن معاذ في {{ ٦ سنوات }}كي يهتز عرش الرحمن لموتك ؟؟!
لنرى له هذا الموقف
___________________________

? فوثب قائماً
وقال سعد :_ والله لكنك تريدنا يا رسول الله
قال :_ له أجل
فقال سعد بعد أن حمد الله
قال :_ يا رسول الله لقد آمنا بك ، وصدقناك وشهدنا أنما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة
وإنك خرجت تريد أمراً
ولعل الله أراد غيره
[[ شوفوا الكلمات اللي كلها إيمان وأدب ][
أمضي يارسول الله ، لما أراك الله ، فوالله ما نكره بأن تلاقي بنا عدونا غداً ، ولو استعرضت بنا هذا البحر وخضته لخضناه معك
صِل حِبال مَن شئت ، اقطع حبال من شئت
سالِم مَن شئت
عاد من شئت
خُذ مِن أموالنا ما شئت
فو الذي بعثك بالحق للّذي تأخذه من أموالنا أحب إلينا من الذي تدعُهُ لنا
وإنا لنصبر بالحرب صدق عند اللقاء
ولعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك ، وما تخلف رجل منا عنك قط ، فامضِ بنا على بركة الله يا رسول الله
يقول الصحابة فتهلل وجهُ النبي صلى الله عليه وسلم وأشرق وسرّ
وقال :_ أبشروا وسددوا وقاربوا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم.
___________________________________

? لنا وقفة ، لنرى الفرق بين العرب ، واليهود
أنظر إلى كريم معدن العرب ، وشجاعتهم ووفاءهم بالعهود
لما قال المقداد للنبي صلى الله عليه وسلم
يا رسول الله امضِ لما أُمرتَ به فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى
{{ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }}
ولكن نقول: _اذهب أَنت وربك فقاتلا إِنا معكما مقاتلون
هذه مقولة اليهود لنبيهم موسى عليه السلام الذين يعتزون به
سجلها القرآن هنا ، حتى لا يكون فيها مجال للنقاش يضعفها البعض ويقويها البعض
وخاصة سياسية اليوم تضعف كل ما يطعن في اليهود [[ بيحاولوا يلمعوا صورتهم والله مهما فعلتم ، هم المغضوب عليهم اقذر خلق الله ]]
نص قرآني ما في مجال للنقاش فيه .. فإستعارها المقداد نبي الله موسى عليه السلام
عندما خرج ببني إسرائيل {{ اليهود }} أخرجهم من بطش الفراعنة وذلهم
وأراهم الله آية ، عندما شق لهم البحر ومشوا فيه
قالوا :_ يا موسى نعلم أننا نحن معك ، وقد انجانا الله ، ولكن نفقد كثير من أقاربنا وأهلينا أين هم ؟؟
قال لهم نبي الله موسى:_ هم في طرق مثلكم لقد شق لي الله {{ ١٢ طريق في البحر }}
قالوا :_ نريد أن نراهم لكي نطمئن [[يعني مش مصدقين نبيهم ، من أولها بكذبوا نبيهم ، وهم في وسط المعجزة ،اللي بكذبوا نبيهم بدهم يصدقوكم يا أمة العرب ، لانهم لا يعرفون الصدق
أقذر بشر خلقهم الله على وجه الأرض هم اليهود وها نحن قضيتنا معهم .. قال بدنا نشوفهم مشان تطمئن قلوبنا ]]
فدعى موسى الله عزوجل
وكان البحر قد انشق لموسى {{ ١٢ طريق }}
الماء ارتفع وأصبح مثل الجدار [[ حيطان من ماء]]
في نص البحر ، وفرعون وراءهم ، وقفوا قال بدنا نشوف بعض
هل رأيتم التعجيز ، الذي طلبوه من نبيهم
{{ لا بدنا نشوف قرايبنا }}
قال موسى عليه السلام :_ يارب أنت أعلم بما طلبوا أريهم بعضهم بعضا لكي يسيروا [[ لأنهم وقفوا وتنحوا مش متحركين ]]
فتجلى الله بقدرته وأمر البحر أن يصبح طيقان
[[بين كل طريق وطريق ، ينفتح بالماء طاقة ، والمي ما تسكر عليه ، شبابيك يعني وهم ماشين زي شبابيك الطيارة جنب بعض يحكوا مع بعض ويتسلوا ]]
لما شافوا بعض هنا ، تحركوا وا كملوا المسير
بالله عليكم أي آية أعظم من أشق لكم البحر وأجعل أرضه لكم يبس ؟؟
يعني بحر لو نشفت المي منه كله ، بده سنة حتى تجف أرضه وتدعسوا عليها
أصبحت مياه البحر ، فوراً يبس [[ناشفه ما بوحلوا بالطين]] ومن الماء جعل لهم شبابيك تشوفوا بعض
هل الذي فعل لكم هذا ويقول لكم هذا بأمر ربي هل يقال له {{ إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون }}
لكنه لا يصدر إلا عن يهود أنظر إلى معدن العرب وشجاعتهم ووفاءهم بالعهود ، قارن بين مقالة المقداد بن الأسود وسعد وبين مقولة بني إسرائيل لنبيهم
__________________________________

? ومضى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام رضي الله عنهم ورضوا عنه
الى مواجهة قريش
وهذا الموقف يظهر مدى شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم
هو الوحيد الذي فكر في قتال قريش ، ولم يفكر أحد من الصحابة في هذا الأمر
ويظهر كذلك حنكته السياسية
لأسباب عدة
١_ لأن المسلمون في حاجة ماسة في تلك المرحلة الى تثبيت هيبتهم في الجزيرة
٢_ لأنهم دولة ناشئة ، وكل الأنظار مركزة عليهم
٣_ انسحاب المسلمون من المواجهة، كانت ستستغله قريش في الدعاية لنفسها وضد المسلمين
٤_انسحابهم كان سيضعف جدا من هيبة المسلمين عند العرب وكان سيجرىء القبائل على المسلمين، وسيكون له آثار سلبية كثيرة وخطيرة جدا على المسلمين في المدينة
٥_ انسحاب المسلمين الى المدينة كان ربما يشجع قريش على أن تواصل سيرها وتهاجم المسلمين في عقر دارهم في المدينة
وصل صلى الله عليه وسلم الى بدر ، وامامه الآبار ، وهو في انتظار جيش قريش للمواجهة

_______________ الأنوار_المحمدية ❤_______________
______________ صلى الله عليه وسلم ______________
 
عودة
أعلى