الحسن والحسين رضي الله عنهم

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
الحسن والحسين رضي الله عنهم

الحسن والحسين رضي الله عنهم

الحسن والحسين رضي الله عنهم

هذا_الحبيب « ١٤٩ »
السيرة النبوية العطرة (( الحسن والحسين )) رضي الله عنهما
____________________________________

? ولدت فاطمة رضي الله عنها ولدها الأول
والحفيد الأول {{ لرسول الله صلى الله عليه وسلم }}
{{الحسن بن علي بن أبي طالب }}
فعندما وضعته ، أرسلت إلى جدّه صلى الله عليه وسلم
فحضر النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً مسروراً ليرى هذا الحفيد الأول من ابنته فاطمة ، بضعةُ النبي
التي قال عنها يوماً {{ فاطمة بضعةٌ مني ، يرضيني ما يرضيها ويسخطني ما يسخطها }}
جاء ليرى هذا الحفيد الأول
فجاء علي رضي الله عنه ، ووضعه في حِجر النبي صلى الله عليه وسلم
فنظر إليه وأذن في أذنه ، ومسح على وجهه بيده المباركة وتلا ماشاء الله له ، من القرآن ودعا له
ثم قال :_ ما أسميتموه يا علي ؟؟
قال علي : حرب [[ يحب الحرب والجهاد سيدنا علي ]]
فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : بل هو الحسن
ولما بلغ الأسبوع ختنه ، وعق عنه ، كبشين أملحين أقرنين
ثم حملت فاطمة بأخيه {{ الحسين }} و وضعت ولدها الثاني
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
قال : أين أبني ؟؟ أرونيه ؟؟
[[ وكان يعتبر أبناء فاطمة ابنائه ، وابن الابن يعتبر ابن ]]
فجاء علي ووضعه في حِجره
[[ فصنع له ما صنع لأخيه الحسن ]]
ثم قال : يا علي ما أسميتموه ؟؟
قال : حرب
قال النبي صلى الله عليه وسلم : بل هو الحسين يا علي فسماه بالحسين هكذا [[ بال التعريف ، ال ح س ي ن ]]
ثم حملت وولدت المولود الثالث
فلما وضعته جاء النبي صلى الله عليه وسلم [[ وقيل له كما قيل ، وقال كما قال ]]
وقال : ما أسميتموه يا علي
فقال علي بن ابي طالب : حرب
فقال له : بل هو المحسن يا علي
ثلاث ذكور
الحسن والحسين والمحسن [[ولكن المحسن مات في سن الرضاعة فأهملت كتب السيرة ذكره لأن ليس له سيرة ، طفل رضيع ]]
فحملت بالبطن الرابع
فلما أنجبت فكانت أنثى
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فصنع لها ما صنع مع أخويها من القراءة والأذان والدعاء
ثم قال : ما أسميتها ياعلي ؟؟
فسكت علي
[[ ما بيزبط هالمرة يسميها يقول حرب ، كان في رأس علي رضي الله عنه اسم حرب يريد أن يحمل هذا الاسم ، وانثى ما بيزبط فسكت علي ]]
فسكت علي وقال : ما كنت لأسبق رسول الله في تسميتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ وما كنت لأسبق الله في تسميتها
وإذا بجبريل يهبط ويقرأهم السلام ويهنئهم
ويقول : إن الله يأمرك أن تسميها {{ زينب }}
[[ مع أن هذا الإسم ليس بجديد فبنت النبي الكبرى اسمها زينب ]]
فزينب سماها الله عزوجل بهذا الإسم ، فالله عزوجل يحب هذا الإسم
ثم ولدت البطن الخامس {{ أم كلثوم }}
_______________________________________

? ورغم حب النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها فكان يجري بحقها ما يجري على غيرها
فقد قال صلى الله عليه وسلم يوماً
وهو في مسجده وبين أصحابه ، من مهاجرين وأنصار
يوم أن سرقت امرأة من أقارب {{خالد بن وليد من بني مخزوم }}
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم {{ بقطع يدها }} وخشي الناس أن تكون لها ردة فعل في نفس خالد سيف الله المسلول
فأرسلوا الحبّ بن الحبّ {{ أسامة بن زيد }} لمكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم أبوه {{ زيد بن حارثة الذي تبناه النبي ذكرته لكم }}
قالوا له : اذهب واشفع لها عند النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم أسامة يشفع
[[ أن تكون هنالك عقوبة غير قطع اليد يعني مثل ما بيصير اليوم بنشتري الحكم ، بنعمل كفالة ونزيد الجرائم وتزيد السفالة وتزيد السوء في سلوكيات المجتمع وبيدخل للسجن بمهنة واحدة من قلة الحياء ، بيطلع بعشرة وبيتعلم الثرثرة مزبوط وبنطلعه بكفالة ونرميه في المجتمع ]]
فلما تقدم أسامة بن زيد ، ليشفع بقطع اليد ، على أن تعدل لعقوبة أخرى
[[ لم يكن هناك قوانين بشرية تضعها البشر ، كان الحكم لله ورسوله ، والنبي لا يجتهد في حكم نص عليه القرآن أبدا ً ، فإنه حكم الله ، فمن يتجرأ على أن يضرب بحكم الله عرض الحائط ويحكم بعقل البشر ، فرسول الله لا يتعدى حدود الله ]]
قال تعالى {{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }}
فلما كلمه أسامة بن زيد
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، واحمر وجهه من الغضب
كأنه فقىء في وجنتيه حب الرمان
ونظر في وجه أسامة
وقال : يا أسامة ، أتشفع في حد من حدود الله ؟!!
والذي نفسُ محمد بيده، لو أنها {{ فاطمة بنت محمد }} سرقت لقطعت يدها
[[ أرايتم منزلة فاطمة عند النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقسم وهو صادق وهو أصدق من نطق لو فاطمة التي سرقت لقطعت يدها ]]
ثم قال لأسامة :
إنما اهلك من كان قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف احدوه ، وإذا سرق فيهم الشريف عافوه [[ هذا بيطلعله ابن فلان معه مصاري أبوه مسؤول ، يحق لهم مالا يحق لغيرهم ]]
ومن هذا الحديث نفهم أن فاطمة وبنت رسول الله يجري عليها ما يجري على نساء العالمين
ونختم موضوعنا بهذا المثال من السيرة
____________________________________

? السيدة فاطمة رضي الله عنها
[[ تروي لنا كتب الحديث والسيرة مجمعة ]]
على أن السيدة فاطمة
كانت نحيلة الجسم [[ نحيفة ]] ضعيفة البنية ، رقيقة
وقد هزّتها الأحداث منذ نعومة الأظفار
فلم تتجاوز الثامنة من عمرها ، حتى ذهبت تميط الأذى عن أبيها عند الكعبة
وقد ألقى عليه شيطان هذه الأمة {{ فرث جذور }} فما استطاع صلى الله عليه وسلم أن يرفع رأسه من السجود ولم يجرُؤ أحد من اصحابه الدفاع عنه خوفاً من بطش قريش
حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها
________________________________

? منذ ذلك اليوم لم ترى يوم هادىء البال ، وهي مشغولة بأبيها النبي صلى الله عليه وسلم
فكل هذا هدّ من كيانها ، فبعد الزواج أصبح عليها واجبات ومسؤوليات في بيت الزوجية
فهي تطحن الحب ، وهي تعجن العجين، وتخبز الخبز ، وتكنس البيت ، وتطبخ ، وتغسل الثياب
فرآها علي بن أبي طالب ، ذات يوم وهي منهكة ، تلهث لا تستطيع أن تقيم صلبها ، منحنية الظهر مع أنها شابة في العشرين من عمرها
فقال لها : يا فاطمة لقد جيء بسبي عند رسول الله ، من غزوة غزاها
فلو ذهبتِ لرسول الله ، وسألتيه خادماً أو خادمة يكفيكِ عمل مؤونة البيت
قالت : أفعل إن شاء الله
فلما فرغت من عمل البيت ، خطت بخطاها
ودخلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته
فهش لها كعادته ورحب بها وسلمت عليه وقبلت يده وأجلسها
فنظر صلى الله عليه وسلم في وجهها وهو القائل
{{ اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله }}
إذا كان المؤمن ينظر بنور الله فكيف برسول الله ؟؟
فعلم أنها جاءت بحاجة
فانتظرها تتكلم ، فلم تتكلم
فقال : ما حاجتك يا فاطمة ؟؟
[[ يعني يفتح لها باب الحديث ]]
قالت : جئت أسلم عليك ، وأطمئن عليك يا رسول الله
قال: أو غير ذلك ؟
قالت : لا
تقول فاطمة ومنعني الحياء ، أن أطلب من رسول الله خادماً فجلست قليلاً ، ثم استأذنت النبي وخرجت
ورجعت إلى بيتها وسألها علي
هل اعطاكِ خادماً ؟؟
قالت : لم أطلب
قال :وما منعك أن تسأليه ، وما ذهبتِ إلا لذلك ؟!!!
قالت : منعني الحياء من رسول الله
ققال علي : قومي بنا فأنا أساله
[[ ولماذا لا تذهب وحدك يا علي ؟؟ هو يريد أن يستأنس بوجود فاطمة ]]
_______________________________

? فمشى بصحبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وجلسا فرحب بهما
وقال : مرحبا بابن أبي طالب ، ما حاجتكما ؟؟
قال علي : يا رسول الله إنك ترى فاطمة قد أجهدها عمل البيت، وإن الله قد جاء بسبي ، فلو أعطيتنا خادماً أو خادمة يكفينا مؤونة العمل
قال : فما راعنا إلا ورسول الله ، يحمر وجهه
ويقول بيده هكذا [[ بمعنى لا ]]
لا والله ... لا أعطيكما خادماً ، وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم جوعاً ، بل أبيع من هذا السبي ، وأنفق عليهم
[[ أهل الصفة هم فقراء المدينة ]]
قالت فاطمة : فأنكمشنا [[ بمعنى تجمدوا مكانهم من رد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ]]
واستأذن علي بن أبي طالب ، وعدنا إلى البيت
فما أن دخلنا ، وإذا بخطوات رسول الله يتبعنا
[[ وقد أحس بهما صلى الله عليه وسلم ، كيف لا ، وهو البشر والأب ولكنه رسول الله رحمة للعالمين
فكيف يكون لأهل بيته ؟ أحس النبي بهذا الرد بأنه أصاب قلب فاطمة وزوجها علي ]]
فلما دخل
تقول فاطمة : قمنا في وجهه[[ أي لإستقباله ]]
فقال : مكانكما على ما أنتما عليه ، فجلس بيننا وتربع وضمنا بكلتا يديه
[[ الحديث رواه علي رضي الله عنه ، وعند جميع أصحاب الصحاح في كتب الحديث وعند جميع أصحاب السيرة ]]
قال : وضمنا بكلتا يديه
وقال : ألا أعلمكما شيئاً تقولانه ، هو خير من خادم
قلنا : بلى يارسول الله
[[ خذوا يا عشاق السيرة هذه التعاليم من رسول الله ]]
قال : لقد جاءني جبريل ، وعلمني أن أقول دبر كل صلاة
[[ أي بعد كل صلاة ]]
{{ سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله الا الله ، والله اكبر }}
فسبّحا واحمدّا وكبّرا بعد دبر كل صلاة عشراً
فإذا أويتم الى فراشكما فسبّحا {{ ٣٣ }}
واحمّدا {{ ٣٣ }}
وكبّرا {{ ٣٣ }}
فهذا خير لكما من خادم
ونظر لفاطمة وقال :
يا فاطمة {{ إن من الذنوب ما لا يكفره صلاة ، ولا صيام ويكفره العناء والتعب }}
[[ رسالة إلى كل إنسان يعاني ويتعب في عمله وفي حياته ، كل هذا تكفير للذنوب رحمة من الله لعباده ، هذه بنت نبيكم صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة ، انظروا كيف هدّها التعب والعناء ]]
فقالا : رضينا يا رسول الله
تقول فاطمة : فوالله ما أصابني عناء ولا تعب بعد أن التزمت بهذه التسابيح
_______________________________

? يروي الحديث علي بن أبي طالب ، بعد أن أصبح أمير للمؤمنين ، وهو في أرض الكوفة
قال فقام له رجل عراقي من أهل العراق
وقال : يا أمير المؤمنين ولزمتها ؟!!!
[[ يعني ضليت ملتزم بهذه التسابيح التي علمك إياها رسول الله ]]
قال علي :.والله ما تركتها منذ علمنيها رسول الله ذلك اليوم حتى يومنا هذا .
فقال العراقي : ولا ليلة صفين يا أمير المؤمنين [[ ليلة صفين المعركة اللي استمرت للصبح مع معاوية ]]
قال فغضب علي
[[ لأن سؤاله مثل اللي يصيد بالماء العكر بيذكره بصفين ]]
فغضب علي
وقال له: ولا ليلة صفين يا لكع [[ لكع اللئيم ذو العقل الصغير ]]
درس لكل مسؤول ، وللمسلمين عامة ، أن لا يكون المنصب والوظيفة والجاه يستغل مصالح الشعب للمصلحة الشخصية
{{ إنما أهلك من كان قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف لحدوه ، وإذا سرق فيهم الشريف عافوه }}
وعند الله تلتقي الخصوم

يتبع إن شاء الله
_____________ الأنوار المحمدية ❤ ______________
_____________ صلى الله عليه وسلم _______________
 
عودة
أعلى