عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ
رقم القصيدة : 11372
-----------------------------------
عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ
وساحلٍ ليسَ له بحرُ
وضحوة ٍ ليسَ لها ظلمة ٌ
وليلة ٍ ليس لها فجرُ
وكرة ٍ ليسَ لها موضعٌ
يعرفها الجاهلُ والحبر
وقبة ٍ خضراءَ منصوبة ٍ
جارية ٍ نقطتُها القهرُ
وعَمَدٍ ليس لها قُبة ٌ
ولا مكانٌ خفيّ السرُّ
خطبتُ سرّاً لم يغيره كن
فقيلَ هلْ هيمكَ الفكرُ
فقلتُ ما لي قدرة ٌ فارفقوا
عليه في الكونِ ولا صبر
فإنَّ بالفكرِ إذا ما استوى
في خلدي يتقدُ الجمرُ
فيصبحُ الكلُّ حريقاً فلا
شفعٌ يرى فيهِ ولا وترُ
فقيلَ لي ما يجتنى زهرهُ
من قال رفقاً إنني حرّ
من خطب الخنساءَ في خِدرهها
متيماً له يغلهِ المهرُ
أعطيتها المهر وأنكحتها
في ليلتي حتى بدا الفجرُ
فلم أجد غيري فمن ذا الذي
أنكحته فلينظر الأمر
فالشمسُ قد أدرج في ضوئها
القمرُ الساطعُ والزهرُ
كالدهرِ مذمومٌ وقدْ قالَ منْ
صلى عليه ربُّك الدهر[/font]
[font="] [/font]
قدْ تاهَ غلمانُنا علينا
رقم القصيدة : 11373
-----------------------------------
قدْ تاهَ غلمانُنا علينا
فما لنا في الوجودِ قدرُ
أذنابُنا صُيرت رؤوساً
ما لي على ما أراه صبرُ
قدْ أوذي اللهَ مثلُ هذا
فالوقتُ حلو وقتاً ومرّ
هذا هوَ الدهرُ يا خليلي
فمنْ يقاسيه فهوَ دهرُ[/font]
[font="] [/font]
ألم تدر أني واحد وكثير
رقم القصيدة : 11374
-----------------------------------
ألم تدر أني واحد وكثير
وإني بما أدري به لبصير
وإني شكورٌ بالذي أنا أهله
وأني كما قالَ الإلهُ كفورُ
ولكن لما عندي من العلم بالذي
إذا أنا لمْ أذكرهُ قيلَ غيورُ
تسترتُ عن دهري بدهري فلم يكن
ليَ الدهرُ إلا صاحبٌ ووزيرُ
كذا جاءَ في القرآنِ لإياكَ نستعينُ
ولمْ يأتِ إلا والمقامُ حظيرُ
روائحُ دعوى ً واشتراكٌ فكيفَ بي
بتوحيدِ فعلٍ والسميعُ بصيرُ
بما قاله والأمرُ فيهِ محققٌ
كما قاله وإنه لعسير[/font]
[font="] [/font]
مالي استنادٌ ولا ركنٌ ولا وزرُ
رقم القصيدة : 11375
-----------------------------------
مالي استنادٌ ولا ركنٌ ولا وزرُ
إلا إليَّ وإني العينُ والخبرُ
لي التحكمُ في عيني يحققهُ
علمي وكشفي فمني النفع والضرر
لولايَ ما كانَ للأسماءِ من أثرٍ
أنا المسمى فلي الأسماءُ والأثرُ
انظرْ إليهِ بنا تجدهُ عينٌ أنا
فالناظرُ الحقُّ والمنظورُ والنظرُ
ولا تفرِّق فإن الفرقَ مجهلة ٌ
فلا يفرِّق إلا الحقُّ والصور
ألا ترى ليديه إذ توجهتا
على خميرة ِ منْ تدعونَهُ بشرُ
قد فرَّق الله أعياناً فقال لنا
هذا المقامُ وهذا الركنُ والحجر[/font]
[font="] [/font]
ما لمنْ أبصرني
رقم القصيدة : 11376
-----------------------------------
ما لمنْ أبصرني
غيرُ ما أبصرهْ
فله مني الذي
بعدَ ذا أذكرهْ
شجيٌّ قامَ بهِ
وأنا أسترُه
بل هو المعنى الذي
لمْ أزلْ أظهرهْ
وبدا منه لهم
خبرٌ أكبرهْ
وأبى العقلُ الذي
ما إلي مخبره
وإن إيمانَ الورى
في الورى معبَرُهْ
فبهِ أسمعُهُ
وبهِ أبصرُهْ
قدمي ساعية ٌ
وهي بي تظهره
ويدي باطشة
فأنا مصدرُه
فأكتمُ الأمرَ الذي
قلتُ لا تشهره
طابَ ذَوقاً عندنا
جملة مخبرِه
مثلَ ما طابَ لنا
خبراً أكبرُهْ
أنه ليس بهو
والهوَ لا يحصرهْ
فإذا قلتُ أنا
فأنا أشعُرُهْ
أنني لستُ أنا
وأنا مظهرهْ
إنّ ذا الهو المقا
مُ الذي يبهرهْ
إن تجلى بأنا
فأنا أفقرهْ
أو تجليتُ به
وهو لا ينكره
قامَ بي نعتُ الغنى
وأنا أنكره
ثمَّ عنْ هذا أو ذا
علمنا يكبرهْ[/font]
[font="] [/font]
يا أيها الناس خافوا الله واعتمدوا
رقم القصيدة : 11377
-----------------------------------
يا أيها الناس خافوا الله واعتمدوا
عليه في كلِّ حالٍ إنكم صبرُ
ولا يزالُ وجودُ الحقِّ الحقَّ عينكمُ
في هذهِ الدارِ حتى ينقضي العمرُ
إذا نقلتمْ إلى الآخرى فإنَّ لكمْ
فيها شؤوناً يراها من له نظر
هناكَ والمؤمنونَ العالمونَ بها
يرونها بعيون ما لها بصر
فيها الكمالُ الذي بالنشء أطلبهُ
فيها المنافعُ ما فيها لنا ضررُ
قدزء خصَّ َبالضرِّ أقوامٌ ذووا عمهٍ
في دار خزي لهم فيها بما كفروا
جاءتْ سعادتهم تمشي على قدمٍ
فيما اتبلاهمْ بهِ لو أنهم صبروا
أعماهم الله عن أمر له خلفوا
حتى يكون الذي يأتي به القدر
أشقاهم الله في أشياء تسرّهمُ
قد زينت لهمُ فيهم وما شحروا
لو أنهم صبروا ما كان حالهمُ
إلا السعادة ُ والإسعادُ والظفرُ[/font]
[font="] [/font]
إذا غارَ عبدٌ للإلهِ وقدْ رأى
رقم القصيدة : 11378
-----------------------------------
إذا غارَ عبدٌ للإلهِ وقدْ رأى
من الله انعاماً لمن هو كافرُ
على رغمهِ واللهُ يعلمُ أمرهُ
وما الله فيما يقصدُ العبدُ جائر
وتحجبه العاداتُ إذ كان حكمها
على بابهِ يجري وما الحقُّ ظاهرُ
يعاقبه بالقبر في أرضِ غُربة
نهاراً وليلاً والمهيمنُ ساترُ[/font]
[font="] [/font]
هنيتُ بالشهرِ بلْ هني بيَ الشهرُ
رقم القصيدة : 11379
-----------------------------------
هنيتُ بالشهرِ بلْ هني بيَ الشهرُ
وما له بالذي يجري به أمرُ
له التصرف في الأركان أجمعها
والحكم في يده والنفعُ والضرُّ
وما له خبر بما يكوّنه
عنه الإله العليمِ الواحد البرُّ
لو أنَّ يونس والحيتان تطلبه
يكونُ من مكة لم يدر ما البحر
لعلمنا بالذي أعطتْ معالمُها
منَ الذي أخبرتُ بكونِهِ الزهرُ
فإنَّ ربَّكَ أوحى أمرها بكذا
فيها وما عندها ذوق ولا خبر
مسخراتٌ بأمرِ اللهِ ليسَ لها
إلا الشهادة ُ والتسبيحُ والذكرُ
بألسنٍ ما لنا فقهٌ بما نطقتْ
لأنَّ حاجبها ألحكمُ والفقرُ
تثني عليه بطبعٍ فيه قد جُبلت
وما لها في الذي تثني به فكر
بالله عالمة ٌ لله قائمة ٌ
في الله جاهدة ٌ في أمرهِ الأمرُ
قالَ الخليلُ بها ستراً لحكمتهْ
وحجة ً للذي أودى بهِ الفكرُ
وقد أتاها رسولُ اللهِ وهوَ بها
أدرى وأعلم فهو العالم البحر
وما له في الذي يدريه من حكم
مثلٌ يعادلهُ عبدٌ ولا حرُّ
القِل دان له والكثر دان له
فليسَ يعجزه قلٌّ ولا كثرُ
اللهُ أعظمُ أنْ يحظى بهِ أحدٌ
وكيفَ يحظى بمن رداوهُ الكبرُ
الكبرياءُ وما تحصى عوارفهُ
وليسَ يدري لها بجهلهمْ قدرُ
إنَّ العوارفَ أستارُ المعارفِ لا
يدخلك في ذاك إشكال ولا نكر
فعندها العجزُ عنْ إحصائها عدداً
وعندها أنها النائل النَّزرُ
خزائنُ الجودِ ما انسدَّت مغالقُها
لو انتهت لانتهى في العالم الفقر
وفقرهُ دائمٌ لا ينتهي أبداً
كذاكَ نائلهُ لا ينقضي عمرُ
الفقرُ بالذاتِ ذاتيٌّ لصاحبهِ
ولوْ يدومُ لهُ منْ ربهِ اليسرُ
ما قلتُ إلا الذي قالَ الإلهُ لنا
فينا ففي كلِّ يسرٍ مدرجٍ عسرُ
إنَّ الإلهَ بلا حدٍّ يحددنا
معَ الزمانِ لذا كانَ اسمهُ الدهرُ
لله قومٌ ذوو أعلم مقامهمُ
الشمسُ والتينُ والأحقافُ والفجرُ
همُ النجوم التي الأفلاكُ مركبها
لا بل أقول هم الأحجارُ والتِّبر
حازوا الكمالَ فلم يظفر بهم أحد
غيري لأنهم الأشفاعُ والوتر
سكرى حيارى تراهم في محاربهم
وما لهمْ في سوى مطلوبهم فكرُ
قد استوى عندهم من ليس يعرفهم
مع العليم بهم والسرُّ والجهر
همُ الوجودُ ولكن لا وجودَ لهمْ
فليسَ يحجبهمْ نفعٌ ولا ضرُّ
لهمْ منَ الفلكِ العلوي صورتهُ
ومنْ ثرى الأرضِ ما يأتي به الزهرُ
منَ المطاعمِ والأنهارِ شربهمُ
الماءُ والعسلُ النحليُّ والخمرُ
وشربهم لبنٌ يأتي بهِ بقرٌ
هذا شرابهمُ مما لهُ درُّ
ويأكلونَ طعاماً ما لهُ صفة ٌ
منزَّهُ الطعمِ لا حُلْوٌ ولا مُرُّ
مقامهمْ ما همْ فيهِ وحالهمُ
ما يشتهون فهم بهالِلُ غرّ
لا يجهلونَ ولا تدري مقاصدهمُ
سكناهمُ المجلسُ المعمورُ والقبرُ
خرسٌ إذا نطقوا عميٌ إذا نظروا
صمٌ إذا سمعوا إيمانُهم كفرُ
لا يهتدونَ ولا يهدونَ صاحبهم
عمارُ أندية ٍ كثبانها حمرُ[/font]
[font="] [/font]
رأيتُ وجودَ الدورِ يعطي الدوائر
رقم القصيدة : 11380
-----------------------------------
رأيتُ وجودَ الدورِ يعطي الدوائر
ويعطي وجودَ الدورِ فيهِ الدوائرُ
رميت بأمر لم ير العقلُ مثلَه
بما أنا علاَّمٌ به أنا حائر
رمى بي وجوهَ القومِ ثمَّ يقولُ لي
رميتَ وجوهَ القومِ هل أنتَ ناظر
رأى نظري بالحق ما لم يكن يرى
إلاَّ أنه الرائي لما هو ساتر
رعى اللهُ منْ يرعاهُ في كلِّ حالة ٍ
وإنْ لمْ يكنْ ما قلتهُ فهوَ خاسرُ
رقيتُ بهِ حتى ظهرتُ لمستوى
وجودي فقالَ الكشفُ ما هوَ حاضرُ
ربابة ُ سهمِ الذمِّ صير ذاتنا
ونحن إشاراتُ السِّهامِ الغوائر
ربا بفؤادي عينُ إيمانِهِ بنا
وذلكَ كفرُ ما هوَ كافرُ
رأى الأمر من قبل الوقوع لأنه
يرى في ثبوتِ العينِ ما هوَ ظاهرُ
رقيباً عليهِ غائباً ثمَّ شاهداً
فما أنا مقهورٌ ولا السرُ قاهرُ[/font]
إني أرى صوراً فيما يرى البصرُ
رقم القصيدة : 11381
-----------------------------------
إني أرى صوراً فيما يرى البصرُ
في كلِّ جسمٍ صقيلٍ ما به صورُ
ولستُ أنكر ما أبصرتُ من صور
والجسم خالٍ كذا أعطاني النظر
فما محلُّ الذي أدركتُ من صور ٍ
إلا الخيال ومن أزماننا السحر
وانظرْ بخاتمة ِ الحشرِ التي وردتْ
أسماؤه فزهتْ بذكرِها السورُ[/font]
كبرْ إلهكَ فالإله كبيرُ
رقم القصيدة : 11382
-----------------------------------
كبرْ إلهكَ فالإله كبيرُ
والخلق إن حقرته فكبيرُ
ولذاكَ جاءَ بوزن أفعلَ فاعتبرْ
في لفظِ أكبرَ فالمقامُ خطيرُ
لا تحقرنَّ الخلقَ إنّ مقامَه التـ
ـعظيمُ والتعزيزُ والتوقيرُ
فهوَ الدليلُ على مكونَ ذاتِهِ
فلهُ التصورُ ما لهُّ التصويرُ
فإذا ذكرتَ اللهَ وحدْ ذاتَهُ
فمقامها التوحيد لا التكثير
ولتكثيرِ النسبِ التي ثبتتْ لهُ
فهو الوحيد وإنه لكثير
فهو المريد وجودنا من عينه
وإذا أراد وجودنا فقدير
وهو المكلم والمناجي عبدَه
بالطورِ في النيرانِ وهوُ النورُ
وهوَ السميعُ هوَ البصيرُ بخلقِهِ
وهوَ العليمُ بما علمتَ خبيرُ
إني رأيتُ قصيدتي ديباجة ً
فيها نضارٌ رقمها وحريرُ
أوّلتها أسماءه ونعوته
فلها على كلِّ الوجوهِ ظهورُ[/font]
قد جرى في مثلنا مثلَ
رقم القصيدة : 11383
-----------------------------------
قد جرى في مثلنا مثلَ
علمٌ في رأسهِ نارُ
بيننا وبين كن نسب
فلنا في الكونِ آثارُ
إنَّهُ لمنْ تحققهِ
نقصُ حظِّ فيهِ أضرارُ
فردَدْناهُ لصاحبهِ
ما أنا في الردِّ مختار
إنما الدنيا له ولنا
في التي تليها أخبارُ
إنَّما يدري بصحة ذا
من له في العلم مقدار
والذي يلهو بعبرته
ما له في القلب أبصار
هذه الدنيا لهمْ تعبٌ
ولنا عونٌ وأنصارُ
للذي أرجوه من منح
جلها أني لها جار
هكذا قال الجليل لنا
وأتى في ذاكَ أخبارُ[/font]
إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ
رقم القصيدة : 11384
-----------------------------------
إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ
نعتٌ ولا هو محدود فينحصرُ
في الحدِّ وهو الذي في الحدِّ يعرفه
وما له في الذي يدري به خبرُ
تنزهتْ ذاتُ منْ قدْ حارَ طالبُها
سبحانه جل أنْ تحظى به الفكر
أقامني مثلاً مثلاً ونزهني
عنْ كلِّ شيءٍ فلمْ يظفرْ بيَ النظرُ
هو الوجودُ الذي في كونه سندٌ
لخلقهِ ولهُ سمعٌ هوَ البصرُ
إني لعبد لمن كانت هويته
عيني وما أنا عينُ الحقِّ فاعتبروا
لو كنته لم أكن بالعجز متَّصفاً
عنْ كونِ ما تظهرُ الأسبابُ والقدرُ
ولم يكن حاكماً على تصرّفنا
سرٌّ يقال له في علمنا القدر
إني عُبيدٌ فقيرٌ في تقلبه
هذي نعوتي وأما اسمي هو البشر
ووالدي آدمُ والكحلُّ متصفٌ
بعجزِهِ للذي إليهِ يفتقرُ
فغايتي الفقرُ والتنزيهُ غايتهُ
عنْ غايتي والغني عني هوَ الوزرُ
أعطيته الوصفَ من ذاتي فلي شرفٌ
بهِ تنزلتِ الآياتُ والسورُ
لولايَ ما ظهرتْ في الصورِ نفختهُ
فالروحُ منْ نفسِ الرحمنِ فادكروا
هذا الذي قلتهُ الوحيُ يعضدنِ
فيه فقد جاءكم ما فيه معتبر
لوْ كنتُ ذا بصرٍ لكنتُ معتبراً
كذا يقولُ الإلهُ الحقُّ فافتكروا[/font]
إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ
رقم القصيدة : 11385
-----------------------------------
إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ
فما هوَ مذكورٌ ولا أنا ذاكرُ
وذاكَ أتمُّ الذكرِ في كلِّ ذاكرٍ
إذا أنت لم تعلمه ما أنت خابرُ
فكن عينَ ذكرِ الذكرِ لا تك ذاكراً
بوجهٍ سوى هذا فإنك ظاهرُ
وكنْ واحداً منْ كلِّ وجهٍ تفزْ بهِ
وتجلهكَ الأعدادُ واللثرُ حاضرِ
فمنْ شاءَ فليثبتْ ومنْ شاءَ فليزلْ
فهذا الذي ساقتْ إليهِ المقادرُ
إذا أنت لم تدر الذي أنا قائلٌ
بهِ في جنابِ الحقِّ ما أنتَ تاجرُ
لو أنك بالنعتِ الذي قلته تكن
عليهِ لما دارتْ عليكَ الدوائرُ
فبرُّك لم يتفق ومالك راسخٌ
وريحكَ لمْ يحصلْ وحدكَ غامرِ
خليلي ما للريح يأتي جنوبها
قبولا ويقصيني الحدودُ العواثر
وإني من أهلِ البيتِ ما أنا بائنٌ
ولا أنا حدَّاد ولا أنا زافر
فلستُ أبالي من رياحٍ تقلبت
عليّ مجاريها فإني آمر
عن الأمر بالأمر الذي لا بضدِّه
سهام الأعادي يومَ تُبلى السرائر
تباركَ منْ شخصٍ عنِ الحقِّ ثابتٍ
وما لكَ من أيدٍ وما لكَ ناصرُ
وما علمتْ منكَ الأقاربُ والعدى
إذا كنتَ صباراً بمن أنتَ صابرُ
يقولون إن الصدعَ للرجعِ لازمٌ
وقد صدعوا لكنهم لم يثابروا
على ما لنورِ الشمس في ذاكَ من جدى ً
ولولاهُ ما جاءَتْكَ سحبٌ مواطرُ[/font]
ما لي منَ العلمِ إلا ما نطقتُ بهِ
رقم القصيدة : 11386
-----------------------------------
ما لي منَ العلمِ إلا ما نطقتُ بهِ
وهوَ الصحيحُ الذي لا شرعَ ينكرُهُ
يقولُ منْ ليسَ يدريهِ استترُ
وكيف أستره والحق يظهره
اللهُ ما زالَ للأسماعِ يسمعُهُ
بما يقررهُ شرعاً ويذكرهُ
وليسَ شخصٌ منْ أهلِ العلمِ ينكرُهُ
إلا تراه لدى الإنصاف يضمره
الفكرُ ينفيهِ والإيمانُ يثبتهُ
وكم شخيص قد أرداه تفكره
إنَّ السعادة َ بالإيمانِ قدْ قرنتْ
والسعدُ يسعدُ ما وهمي يصوِّره
والله أقربُ من حبلِ الوريدِ وما
تراهُ حساً ولا الأعيانُ تبصرهْ
يكفيكَ منهُ الذي الرحمنُ صورَهُ
النصُّ عزَّ لأنَّ اللهَ ذو كرمٍ
بخلقه فلهذا لا يصدِّره
لو جاءَ بالنصِّ لمْ يقبله ذو نظرٍ
إلا بإيمانه لذاك يستره[/font]
حكمُ الطبيعة ِ في الأجسامِ معتبرُ
رقم القصيدة : 11387
-----------------------------------
حكمُ الطبيعة ِ في الأجسامِ معتبرُ
لأنها أصلها والأصل يعتبرُ
فانظر إليها إذا طال الزمانُ بها
تبددُ الشملَ لا تبقي ولا تذرُ
في النارِ ينضجها وفي الجنانِ لها
حكم علينا كما تدرون فادّكروا
إن العذابَ لها مثلُ النعيمِ بها
وذنبها عند أهلِ الكشفِ مغتفرُ
الله حكّمها فينا وأحكمها
فما لها عنْ نفوذِ حكمهِ وزرُ
بها يعذبنا بها ينعمنا
وليسَ يخلصُ منْ أحكامِها بشرُ
سبحان من أوسع الأشياء رحمته
في الخير والشر علما هكذا الخبر
جلَّ الإلهُ فما تحصى عوارفهُ
فالكلُّ منهُ كما قدْ شاءَهُ القدرُ[/font]
أصبحتُ مثلَ بني يعقوبَ إذ دخلوا
رقم القصيدة : 11388
-----------------------------------
أصبحتُ مثلَ بني يعقوبَ إذ دخلوا
على العزيزِ فقالوا مسنَّا الضررُ
وأهلنا معنا قدْ مسَّ أكثرهم
مثلُ الذي مسنا منهُ ولا وزرُ
إنَّ الذي بجميلِ الصنعِ عودنا
هوَ الإلهُ الذي تعنو لهُ البشرُ
إنَّ الخلائقَ إنْ عزُّوا وإنْ كثرتْ
أموالهم هم على الحاجات قد فُطروا
فلا غنى ّ سوى الرحمنِ فارضَ به
رباً كريماً هوَ المقصودُ فادكروا
إنا جمعنا على توحيدٍ رازقنا
بلا خلافٍ على ما أعطتِ الفكر
وجاءَ في الوحيِ منهُ ما يصدقُنا
فصحَّ في العقلِ ما قدْ صححَ الخبرُ[/font]
شمِّر فإن صفاتِ القومِ تشميرٌ
رقم القصيدة : 11389
-----------------------------------
شمِّر فإن صفاتِ القومِ تشميرٌ
ولا لقولٍ على ما فيهِ تشطيرُ
ولتأتِ بالكلِّ إنّ الكلَّ مطلبُ منْ
أوحى إليكَ بهِ فالأمرُ تشميرُ
منْ يأتِ بالنصِّ والإجمالِ يطلبهُ
قدْ جاءَ بالنصِّ لكنْ فيه تقصيرُ
إذا أتيتمُ بما يرضي نفوسكمُ
دونَ الإلهِ بهِ فأنتَ مغرورُ
ما بين عدلٍ وفصلٍ حُكمُ خالقنا
فينا وللفصلِ دون العدلِ تقدير
كذا أتتنا نصوصُ العدلِ مخبرة
منَ الإلهِ بما فيهِ التباشيرُ[/font]
إنّ الذي بوجودي اليومَ أعرفهُ
رقم القصيدة : 11390
-----------------------------------
إنّ الذي بوجودي اليومَ أعرفهُ
هوَ الذي في غدٍ بذاكَ أنكرُهُ
إنْ كانَ أخفاه في عيني تقلبهُ
فإنَّ قلبي في التقليبِ يبصرُهُ
من أعجب الأمر أني حين أذكره
أغيبُ عنهُ ويدنيني تذكرُهُ
رأيتهُ ذاكراً لي حينَ أذكرُهُ
في كلِّ حالٍ وتخفيني فأظهره
إيّاه أسأل عنه حين يسألني
عني وينسى إذا أنسى فأذكرُهُ
لوْ أنهُ في وجودي حينَ يشهدني
ما كنتُ أشهدُهُ ما كنتُ أبصرُهُ[/font]
قلبُ المحققِ مرآة ٌ فمنْ نظرا
رقم القصيدة : 11391
-----------------------------------
قلبُ المحققِ مرآة ٌ فمنْ نظرا
يرى الذي أوجدَ الأوراحَ والصورا
إذا أزال صدى الأكوان واتّحدتْ
صفاتهُ بصفاتِ الحقِّ فاعتبرا
من شاهد الملأَ الأعلى فغايته
النورُ وهوَ مقامُ القلبِ إنْ شكرا
ومنْ يشاهدْ صفاتِ الحقِّ فاعلة ً
لكلِّ شيء يكنْ في الوقتِ مفتكرا
ومنْ يشاهدْ مقامَ الذاتِ يحظَ بها
في الوقت من سلب الأوصافِ مفتقرا
فكلُّ قلبٍ تعالى عن أكنَّتِه
لم يدرِ في الملأ الأعلى ولا ذكرا
وكيف يدرك قلبٌ بات محتجباً
عنِ الوجودِ فما صلَّى ولا اعتمرا
ما يعرف العينَ إلا العينُ فاستمعوا
ما قلبُ عينٍ كقلبٍ قلدَ الخبرا[/font]