[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
رقم القصيدة : 17550
-----------------------------------
عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
فَحِزّانُ الصَّريمَة ِ، فالهُجولُ
منازلُ أقفرتْ من أم عمرو
يظَلُّ سَرَابُها فيها يَجولُ
شآمِيَة ُ المَحَلّ، وقَد أراها
تَعومُ لها بذي خِيَمٍ حُمُولُ
ولو تأتِ الفراشة َ والحبيا
إذاً كادَتْ تُخْبرُكَ الطُّلولُ
عنِ العهد القديمِ وما عفاها
بوارحٌ يختلفنَ ولا سيولُ
ألا أبلغْ بني شيبان عني
فما يبني وبينكمُ ذحولُ
وكُنْتُمْ إخْوتي، فخذَلتُموني
غَداة َ تخاطرَتْ تِلْكَ الفُحولُ
تواكلني بنو العلاتِ منكُمْ
وغالتْ مالكاً ويزيدَ غولُ
قريعاً وائلٍ هلكاً جميعاً
كأنَّ الأرْضَ، بعدَهُمُ، مُحوِلُ
فإن تمنع سدوسٌ درهميها
فإنّ الريحَ طيبة ٌ قبولُ
متى آتِ الأراقِمَ لا يَضِرْني
نَبيبُ الأسْعديّ، وما يقولُ
روابٍ من بني جشمٍ بن بكرٍ
تَصَدَّعُ عَنْ مناكِبها السُّيولُ
وإنَّ بَني أُمَيّة ألبَسوني
ظِلالَ كرامَة ٍ، ما إنْ تزولُ
تَوَلاَّها أبو مَرْوَانَ بِشْرٌ
لفَضْلٍ، ما يُمَنُّ وما يحُولُ
وشهباءُ المغافرِ قارعتنا
ململمة ٍ يلوذُ بها الفلولُ
مُسَوَّمَة ٍ، كأنَّ مُحافِظِيها
تصَدَّعَ بَيْنَهُمْ صِرْفٌ شمَولُ
ركودٍ، لم تكدْ عنا رحاها
ولا مَرْحا حُمَيّاها تَزولُ
فَدافَعها بإذْنِ اللَّهِ عَنّا
شَبابُ الصّدْقِ مِنّا والكُهُولُ
ووقعُ المشرفية ُ في حديدِ
لهُنَّ وراءَ حَلْقَتِهِ صَلِيلُ
وضَنْكٍ لَوْ يقومُ الفيلُ فيهِ
لأُرْعِدتِ الفرائِصُ والخَصِيلُ
جستُ بهِ على المكروهِ نفسي
ولَيْسَ يقومُهُ إلاَّ قَليلُ[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
رقم القصيدة : 17551
-----------------------------------
أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
على نأيهِ، أنَّ ابنَ مَغْراء قدْ عَلا
فإني لقاضٍ بينَ جعدة َ عامرٍ
وسعدٍ قضاءً يتبعُ الحقَّ فيصلاً
أبو جعدة الذئبُ الخبيثُ طعامهُ
وعوفُ بن كعبٍ، كان أكرمُ أولا
تعاف الكلابُ الضارياتُ لحومكُمْ
ويأكلنَ من أولادِ سعدٍ ونهشلا[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
رقم القصيدة : 17552
-----------------------------------
ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
بمنزلة ٍ تعتادُ أرحلنا فضْلا
تروقُكَ عَيْناها، وأنْتَ ترى لها
على حيثُ يُلْقى الزَّوْجُ مُنبطَحاً سَهْلا
إذا السابري الحرًّ أخلص لونها
تبينتَ لا جيداً قصيراً ولا عطلا
إذا ما مشتْ تهتزّ لا أحمرية ٌ
ولا نصفٌ تظنُّ من جسمها دخلا[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ
محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ
رقم القصيدة : 17553
-----------------------------------
محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ
نضوحٌ وريحٌ تعتريهِ جفولُ
فغَيّرَ آياتِ الحبيبِ معَ البِلى
بوارحُ تطوي تربها وسيولُ
ديارٌ لأروى والرَّبابِ، ومَن يكُنْ
لَهُ عِنْدَ أرْوى والرَّبابِ تُبولُ
يَبِتْ وهوَ مَشْحوذٌ عليهِ، ولا يُرى
إلى بيضتي وكرِ الأنوقِ سبيلُ
وما خفتُ بينَ الحيّ، حتى رأيتهم
لهُمْ بأعالي الجأبَتَيْنِ حُمولُ
فبانوا بأروى ، يومَ ذلك، كأنّها
مِنَ الأُدْمِ غَنّاءُ البُغامِ خَذولُ
مُبِنّة ُ غارٍ، أيْنما تَنْحُ شمْسُهُ
لحالٍ، فَقَرْنُ الشّمْسِ فيهِ ظَليلُ
لها منْ وراقٍ ناعمٍ ما يكنها
مرفّ ترعاهُ الضحى وربولُ
وكم قتلتْ أروى ، بلا ترة ٍ لها
وأرْوى لفُرَّاغِ الرّجالِ قَتولُ
فلو كان مبكى ساعة ٍ لبكيتها
ولكنّ شرَّ الغانيات طويلُ
ظَلِلْتُ، كأنّي شارِبٌ أزَليّة ً
ركودَ الحميا في العظامِ شمولُ
صَريعُ فِلَسْطينيّة ٍ، راعَهُ بها
من الغَورِ عنْ طولِ الفراقِ، حَليلُ
أبَوْا أنْ يُقيلوا، إذْ توقَّدَ ومُهُمْ
وقد جعلتْ عفرُ الظباء تقيلُ
وأشْرَفَ حِرباءُ الظّهيرَة ِ يَصْطلي
وهُنَّ على عيدانِهنَّ جُذول
أجَدُّوا نجاءً، غيّبَتْهُمْ عَشِيّة ً
خمائلُ مِنْ ذاتِ المَشا وهُجُولُ
وكنتُ صحيح القلب حتى أصابني
مِنَ اللاَّمِعاتِ المُبرِقاتِ خُبولُ
من المائلاتِ الغيدِ وهناً، وإنها
على صرْمِهِ أوْ وَصْلِهِ لَغَفُولُ
وكُنَّ على أحيالهِنَّ يصِدْنَني
وهُنَّ بلايا للرِّجالِ وغُولُ
وإنَّ امرءاً لا ينْتهي عَنْ غَوايَة ٍ
إذا ما اشْتَهَتْها نَفْسُهُ لجَهُولُ[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
رقم القصيدة : 17554
-----------------------------------
ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
ولا تهلكيني، إنَّ في الدهرِ قاتِلا
ذريني فإنَّ الخمْرَ مِنْ لذَّة ِ الفتى
ولوْ كنتُ موغولاً عليَّ وواغلا
وإني لشرابُ الخمور معدّلٌ
إذا هَرَّتِ الكأسُ الرِّخامَ التَّنابِلا
أخو الحرب ثبتُ القولِ في كلّ موطنٍ
إذا جشأتْ نفسُ العبي المحافلا
أماويَّ لولا حبكِ العامَ لم أقعْ
بمصرَ ولم أنظرْ ببيعي قابلا
كما منعتْ أسماءُ صحبي ومزودي
عشية َ قربتُ المطية َ راحِلا
مصاحبَ خوصٍ قد نحلنَ كأنّما
يقين النفوسَ أن تمسَّ الكلاكلا
إذا كان عن حينٍ من الليلِ نبهتْ
بأصْواتِها زُغباً تُوافي الحواصِلا
توائم كُسْيَتْ بعد عُريٍ، وأُلبسَتْ
برانسَ كدراً لمْ تعنَّ الغوازلا
طوالِعُ مِنْ نَجْدِ الرَّحوبِ كأنّما
رَمى الآلُ بالأظعانِ نَخْلاً حَوامِلا
ظعائنُ لَيْلى والفُؤادُ مُكَلَّفٌ
بليلى وما تعطي أخا الود طائلا
أبتْ أن تردّ النفسَ في مستقرها
وما وصلت حبل امرئ كان واصِلا
فسَلِّ لُباناتِ الصّبى بجُلالَة ٍ
جُماليّة ٍ تطوي علَيْها المجاهِلا
كأنّ قتودَ الرحلِ فوقَ مصدرٍ
تَرعّى قِفافَ الأنعَمَينِ فعاقِلا
يحدرُ عشراً لا يرى العيش غيرُها
مشيحاً عليها في المغارِ وحاظلا
فظلت عطاشاً وهو حامٍ يذُودها
يخافُ رماة ً موقفين وحابلا
إلى أن رأى أن الشريعة َ قد خلتْ
وأتبعَ منها الآخراتُ الأوائلا
وأبصَرْنَ إذْ أجلينَ عَن كلّ تَوْلَبٍ
أبا الشبل بين الغيض والفيضِ ماثلا
فأدبرَ يَحدُوها كأنَّ زِمالَهُ
زِمالُ شَروبٍ وجْعَ مِنْهُ الأباجِلا[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
رقم القصيدة : 17555
-----------------------------------
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
وبدا المحجَمْجَمُ منهما المكتومُ
للبينِ منا واختيارِ سوائنا
ولقَدْ علمْتِ لَغَيرُ ذاكَ أرُومُ
وإذا همَمْنَ بغَدْرَة ٍ أزْمَعْنَها
خُلُفاً، فليسَ وصالهُنَّ يدُومُ
ودعا الغواني إذا رأينَ تهشمي
روقُ الشبابِ فما لهنَّ حلومُ
ورأيْنَ أنّي قدْ علَتْني كَبرَة ٌ
فالوَجْهُ فيهِ تضَمُّرٌ وسُهومُ
وطوينَ ثوبَ بشاشة ٍ أبلينهُ
فلهُنَّ مِنْكَ هَساهِسٌ وهُمومُ
وإذا مشَيْتُ هدَجْتُ غيرَ مُبادِرٍ
رَسْفَ المُقَيَّدِ ما أكادُ أَرِيمُ
ولقَدْ يكُنَّ إليَّ صُوراً مرَّة ً
أيّام لَوْنُ غدائري يَحْمومُ
ولقد أكونُ من الفتاة بمنزلٍ
فأبيتُ لا حرجٌ ولامحرومُ
ولقَدْ أُغِصُّ أخا الشّقاقِ بِريقِه
فيصدّ وهو عن الحفاظ سؤومُ
ولقد تباكرُني على لذاتها
صَهْباءُ عاريَة ُ القذى خُرْطومُ
من عاتق حدبت عليهِ دنانهُ
وكأنّها جَرْبى بهِنَّ عَصِيمُ
مما تغالاهُ التجارُ غريبة ٍ
ولها بعانة َ والفراتِ كرومُ
وتظَلُّ تُنْصِفُنا بها قَرَوِيّة ٌ
إبريقها برقاعها ملثومُ
وإذا تعاورتِ الأكفّ زجاجها
ولهُ بخَيْنَفَ مُنْتأى وتُخومُ
وكأنَّ شاربها أصابَ لسانهُ
من داء خيبرَ أو تهامة َ مومُ
ولقَدْ تشُقُّ بيَ الفَلاة َ إذا طفَتْ
أعلامها وتغولتْ علكومُ
غولُ النجاء كأنّها متوجسٌ
بالقَرْيَتينِ موَلَّعٌ موْشومُ
باتتْ تكفئهُ إلى محانتهِ
نَكْباءُ تَلْفحُ وجْهَهُ وغُيومُ
صردُ الأديمِ كأنهُ ذو شجة ٍ
بردتْ عليهِ من المضيض كلومُ
وكأنما يجري على مدارتهِ
مِمّا تحلّبَ لؤلؤ مَنْظومُ
فحَلَمْتُها وبنو رُفيدَة َ دونها
وبدَتْ مِتانٌ حولهُ وحُزُومُ
هاجتْ لهُ غُضْفُ الضِّراء مُغيرة ً
كالقدّ ليسَ لهامهنَّ لحومُ
فانصاعَ كالمصباحِ يطفو مرة ً
ويلوحُ وهوَ مُثابِرٌ مَدْهومُ
حتى إذا ما انجابَ عَنْهُ رَوْعُهُ
وأفاقَ بعدَ فررارهِ المهزومُ
هزَّ السلاحَ لهنَّ مصعبُ قفرة ٍ
متخمطٌ بلغامهِ مرثومُ
يهوي فيقعصُ ما أصابَ بروقهِ
فجبينُهُ جسدٌ بهِ تدميمُ
فتَنَهْنَهَتْ عَنْهُ وولّى يَقْتري
رملاً بجبة َ تارة ً ويصومُ
يرعى صحارى حامرِ أصيافَها
ولهُ نجينفَ منتأى وتخومُ
وفلاة ِ يعفورِ يحارُ بها القطا
وكأنما الحادي بها مأمومُ
قدْ جُبْتُها لمّا توَقّدَ حَرُّها
إني كذاكَ على الأمورِ هجومُ
أسْرَيْتُها بِطُوالة ٍ أقرابُها
يبغمنَ وهي عنِ البغامِ كظومُ
ولقدْ تأوبَ أم جهمٍ أركباً
طبختْ هواجرُ لحمَها وسمومُ
وقعوا وقَدْ طالتْ سُراهُمْ وَقْعة ً
فهمُ إلى ركبِ المطي جثومُ
فحملتها وبنو رفيدة َ دونها
لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلومُ
وتجاوَزَتْ خَشَبَ الأريطِ ودونهُ
عربٌ تردُّ ذوي الهمومِ ورومُ
حبسوا المطيَّ على قديمٍ عهدُهُ
طامٍ يَعينُ ومُظْلِمٌ مَسْدُومُ
فكأنَّ صَوْتَ حمامَة ٍ في قعرِهِ
عِندَ الأصيلِ إذا ارْتجسْنَ خُصُومُ
ويقعنَ في خلقَ الإزاء كأنهُ
نُؤيٌ تقادَمَ عَهْدُهُ مَهْدومُ
وإذا الذنوبُ أحيلَ في متثلمٍ
شربتْ غوائلُ ماءهُ وهزومُ
أجُمَيعُ قدْ فُسْكِلْتَ عَبْداً تابعاً
فبقيتَ أنتَ المفحَمُ المعكومُ
فاهتَمْ لنَفْسكَ يا جُمَيعُ ولا تكُنْ
لبني قريبة َ والبطونُ تهيمُ
واعدِلْ لسانَكَ عَنْ أُسيّدَ إنّهمْ
كلأٌ لمَنْ ضَغِنوا عَلَيْهِ وخيمُ
وانزع إليكَ فإنني لا جاهلٌ
بِكُمُ ولا أنا إنْ نطَقْتُ فَحومُ
وانظرْ جميعُ إذا قناتُكَ هزهزتْ
هل في قناتكَ قادحٌ ووصوم
أبني قريبَة َ إنّهُ يُخْزيكُمُ
نَسَبٌ إذا عُدَّ القديمُ لئيمُ
من والدٍ دنسٍ وخالٍ ناقصٍ
وحديثُ سوء فيكُمُ وقديمُ
أبَني قريبَة َ ويحَكُمْ لا ترْكبوا
قتبَ الغواية ِ إنهُ مشؤومُ
وملحبِ خضلِ الثيابِ كأنما
وطئتْ عليه بخفها العيثومُ
قَتلَتْ أُسامَة َ ثمَّ لمْ يَغْصَبْ لهُ
أحدٌ ولمْ تَكْسِفْ عَلَيْهِ نُجومُ[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
رقم القصيدة : 17556
-----------------------------------
أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
مُحيلاً، ونؤياً دارِساً، قدْ تهدَّما
ومَوْضِعَ أحْطابٍ، تحمّلَ أهْلُهُ
وموقدَ نارِن كالحمامة ِ أسحما
على آجنٍ أبقتْ لهُ الريحُ دمنة ً
وحوضاً، كأدحِي النعامة ِن أثلما
ترى مشفر العيساء حينَ تسوفُهُ
إذا وجدَتْ طَعْمَ المرارة ِ أكزما
كأنَّ اليماميَّ الطّبيبَ انبرى لها
فذرَّ لها في الحوضِ شرياً وعلقما
بأحناءَ مجهولٍ تعاوَى سباعهُ
تقوَّضَ، حتى كان للطّيرِ أدْرما
إذا صدَرَتْ عَنْهُ حَمامٌ، تركْنهُ
لوِرْدِ قطاً، يسقي فُرادى وتوْأما
تراها إذا راحتْ رواءً كأنّها
معلقة ٌ عندَ الحناجرِ حنتما
تأوَّبُ زُغْباً بالفَلاة ِ، تَرَكْنَها
بأغبرَ مجهولِ المخارمِ أقتما
إذا نبّهَتْهُنَّ الرّوافِدُ بالقِرى
سقينَ مجاجاتٍ هوامدَ جثمّا
يُنَبِّهْنَ قَيظيَّ الفِراخِ، كأنّما
يُنَبِّهْنَ مَغْموراً مِنَ النّوْمِ أعجَما
ثنينَ عليهِ الريشَن حتى تلاحقتْ
وصار شَعاعاً قَيظُها، قدْ تحَطّما
فصارتْ شلالاً وابذعرتْ كأنها
عصابَة ُ سَبْيٍ، شَعَّ أنْ يُتقسّما
لعمري لئن أبصرتُ قصدي لقد أنى
لمثلي يا دهماء أن يتحلما
وبيداءَ محلٍ، لا يُناخُ مَطِيُّها
إذا صَخِبَ الحادي بها وتَهَمْهما
ترى القومَ فيها يركبونَ رؤوسهُمْ
من النومِ، حتى يكبحَ الواسطُ الفما
قطعتُ بهوجاء النَّجاء نجيبة ٍ
عُذافِرَة ٍ تَهْدي المطيَّ المُخزَّما
قريبَة ُ تَهْجوني، وعوْفُ بنُ مالكٍ
وزَيدُ بنُ عَمْرو. طَاَلَ هذا تحلُّما
ويا للهِ ما تهجونني منْ عداوة ٍ
ثكلتُمْ، وما ترمون بالقذعِ مفحما
وإنا لحيّ الصدق، لا غرة بنا
ولا مثلُ من يقري البكيءَ المصرّما
ونجمعُ للحربِ الخميسَ العرمرما
ومستنبحِ بعد الهدوّ، دعوتهُ
بصَوْتيَ، فاستعشى بِنِضْوٍ تزَغّما
وإني لحلالٌ بي الحقّ، أتقى
إذا نزلَ الأضيافُ، أنْ أتجهما
إذا لمْ تذدْ ألبانها عن لحومها
حلَبْنا لهُمْ منْها بأسْيافِنا دَما
ومُنْتحِلٍ منّي العداوة َ، نالَهُ
عناجيجُ أفراسٍ، إذا شاء ألجما
فإن أكُ قدْ عانيتُ قومي، وهبتهم
فهَلْهِلْ وأوْلى عَنْ نُعيمِ بنِ أخثما
فإن أعفُ عنكمْ، يا نعيمُ، فغيركُمْ
ثَنى عنكُمُ منّي المُسَرَّ المُجمجَما
فجاء، وقَدْ بلّت عَلَيْهِ ثيابَهُ
سحابة ُ مُسْوَدّ مِنَ اللّيلِ أظلَما
إذا نُبّهَ المبْلودُ فيها، تَغَمْغَما
فلما أضاءتهُ لنا النارُ، واصطلى
أضاءتْ هجفاً موحشاً، قد تشهما
فنَبّهْتُ سَعْداً بَعْدَ نوْمٍ لطارِقٍ
أتانا ضئيلاً صوتهُ، حين سلما
فقُلْتُ لهُمْ: هاتوا ذخيرَة َ مالكٍ
وإن كان قد لا قى لبوساً ومطعما
فقال: ألا لا تجشموها، وإنما
تَنَحْنَحَ دونَ المُكْرَعاتِ، لتُجْشما[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الأخطل >> أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
رقم القصيدة : 17557
-----------------------------------
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
لمْ يَبْقَ غيرُ مُناخِ القِدْرِ والحُمَمِ
وغيرُ نؤي رمتهُ الريحُ أعصرهُ
فهو ضئيلٌ كحوض الآجنِ الهدمِ
كانَتْ منازِلَ أقوامٍ، فغَيّرها
مرّ الليالي ونضحُ العارضِ الهزمِ
وقد تكونُ بها هيفٌ، منعمة ٌ
لا يلتفعنَ على سوء ولا سقمِ
لا يصطلينَ دخانَ النار، شاتية ً
إلا بعودِ يلنجوجٍ على فحمِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدم روحها
عند الأصيلِ، هديرُ المُصْعَبِ القَطِمِ
لقدْ حلفتُ بما أسرى الحجيجُ لهُ
والنّاذرين دماءَ البُدْنِ في الحَرَمِ
لَولا الوَليدُ، وأسْبابٌ تَناوَلَني
بهنَّ، يومَ اجتماعِ الناس بالثلمِ
إذاً لكُنتُ كمَنْ أوْدى ، وَوَدَّأهُ
أهْلُ القَرابَة ِ بَينَ اللّحدِ والرَّجَمِ
أهْلي فداؤكَ، يومَ المُحْرِمونَ بها
مُقاسَمُ المالِ أوْ مُغْضٍ على ألمِ
يوْمَ المُقاماتِ، والأمْوالُ مُحْضَرَة ٌ
حولَ امرئ غيرِ ضجاجٍ ولا برمِ
إنّ ابن مروانَ أسقاني على ضمإ
بِسَجْلِ، لا عاتِمٍ رَيْثاً ولا خَذِمِ
ما يحرمُ السائلَ الدنيا، إذا عرضتْ
وما تعود منهُ المالُ بالقسمِ
لا يَستَقِلُّ رجالٌ ما تحَمّلَهُ
ولا قريبونَ منْ أخلاقهِ العظمِ
من آلِ عفانَ فياضُ العطاءِ إذا
أمسَى السحابُ خفيفَ القَطرِ، كالصِّرَم
تسوقُهُ، تَحْملُ الصُّرَّادَ مُجْدِبَة ٌ
حتى تَساقطَ بَينَ الضَّالِ والسَّلَمِ
فهم هنالك خيرُ الناسِ، كلهم
عندَ البلاء، وأحْماهُمْ على الكَرمِ
ألباسِطونَ بِدُنياهُمْ أكُفَّهُمُ
والضَّاربُون غَداة َ العارِضِ الشَّبِمِ
والمُطْعِمون، إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ
والمقدمون على الغاراتِ بالجذمِ
عوابسَ الخيلِ إذا عضتْ شكائمها
وأصْحرَتْ عَنْ أديمِ الفِتنة ِ الحَلِمِ
هم الأولى كشفوا عنا ضبابتها
وقوَّموها بأيديهمْ عَنِ الضَّجَمِ
فإذ أتتْكُمْ وأعْطَتْكُمْ بدِرَّتِها
فاحتلبوها هنيئاً، يا بني الحكمِ
بَني أُميّة َ، قدْ أحْدَتْ فواضِلُكُمْ
منكْم جيادي، ومنكْ قبلها نعمي
فهي، غذا ذكرتُ عندي وإن قدمتْ
يوماً، كخطّ كتابِ الكف بالقلمِ
فإنْ حلَفْتُ، لقد أصْبَحْتُ شاكِرَها
لا أحْلِفُ، اليومَ، مِن هاتا على أَثِمِ
لولا بلاؤكمُ في غير واحدة ٍ
إذاً لقُمْتُ مَقامَ الخائِفِ الزَّرِمِ
أسمَعْتُكُمْ يومَ أدْعو في مُوَدَّأة ٍ
لولاكمُ شاعَ لحمي عندها ودمي
لولا تناوُلكُم أيايَ، ما علقتْ
كفّي بأرْجائِها القُصْوى ولا قَدَمي
وقد علمتُم وإن أصبحتُ نائيكُمْ
نُصْحي، قديماً، وفِعْلي غيرُ مُتّهَمِ
لقَدْ خشيتُ وشاة َ النّاسِ عندكُمُ
ولا صَحيحَ عَلى الأعداء والكَلِمِ[/font]
عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
رقم القصيدة : 17550
-----------------------------------
عَفا مِن آلِ فاطمَة َ الدَّخُولُ
فَحِزّانُ الصَّريمَة ِ، فالهُجولُ
منازلُ أقفرتْ من أم عمرو
يظَلُّ سَرَابُها فيها يَجولُ
شآمِيَة ُ المَحَلّ، وقَد أراها
تَعومُ لها بذي خِيَمٍ حُمُولُ
ولو تأتِ الفراشة َ والحبيا
إذاً كادَتْ تُخْبرُكَ الطُّلولُ
عنِ العهد القديمِ وما عفاها
بوارحٌ يختلفنَ ولا سيولُ
ألا أبلغْ بني شيبان عني
فما يبني وبينكمُ ذحولُ
وكُنْتُمْ إخْوتي، فخذَلتُموني
غَداة َ تخاطرَتْ تِلْكَ الفُحولُ
تواكلني بنو العلاتِ منكُمْ
وغالتْ مالكاً ويزيدَ غولُ
قريعاً وائلٍ هلكاً جميعاً
كأنَّ الأرْضَ، بعدَهُمُ، مُحوِلُ
فإن تمنع سدوسٌ درهميها
فإنّ الريحَ طيبة ٌ قبولُ
متى آتِ الأراقِمَ لا يَضِرْني
نَبيبُ الأسْعديّ، وما يقولُ
روابٍ من بني جشمٍ بن بكرٍ
تَصَدَّعُ عَنْ مناكِبها السُّيولُ
وإنَّ بَني أُمَيّة ألبَسوني
ظِلالَ كرامَة ٍ، ما إنْ تزولُ
تَوَلاَّها أبو مَرْوَانَ بِشْرٌ
لفَضْلٍ، ما يُمَنُّ وما يحُولُ
وشهباءُ المغافرِ قارعتنا
ململمة ٍ يلوذُ بها الفلولُ
مُسَوَّمَة ٍ، كأنَّ مُحافِظِيها
تصَدَّعَ بَيْنَهُمْ صِرْفٌ شمَولُ
ركودٍ، لم تكدْ عنا رحاها
ولا مَرْحا حُمَيّاها تَزولُ
فَدافَعها بإذْنِ اللَّهِ عَنّا
شَبابُ الصّدْقِ مِنّا والكُهُولُ
ووقعُ المشرفية ُ في حديدِ
لهُنَّ وراءَ حَلْقَتِهِ صَلِيلُ
وضَنْكٍ لَوْ يقومُ الفيلُ فيهِ
لأُرْعِدتِ الفرائِصُ والخَصِيلُ
جستُ بهِ على المكروهِ نفسي
ولَيْسَ يقومُهُ إلاَّ قَليلُ[/font]
[font="] [/font]
أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
رقم القصيدة : 17551
-----------------------------------
أتاني وأهْلي بالجزيرة ِ مِنْ مِنًى
على نأيهِ، أنَّ ابنَ مَغْراء قدْ عَلا
فإني لقاضٍ بينَ جعدة َ عامرٍ
وسعدٍ قضاءً يتبعُ الحقَّ فيصلاً
أبو جعدة الذئبُ الخبيثُ طعامهُ
وعوفُ بن كعبٍ، كان أكرمُ أولا
تعاف الكلابُ الضارياتُ لحومكُمْ
ويأكلنَ من أولادِ سعدٍ ونهشلا[/font]
[font="] [/font]
ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
رقم القصيدة : 17552
-----------------------------------
ألا طرقتنا ليلة ً أم هيثمٍ
بمنزلة ٍ تعتادُ أرحلنا فضْلا
تروقُكَ عَيْناها، وأنْتَ ترى لها
على حيثُ يُلْقى الزَّوْجُ مُنبطَحاً سَهْلا
إذا السابري الحرًّ أخلص لونها
تبينتَ لا جيداً قصيراً ولا عطلا
إذا ما مشتْ تهتزّ لا أحمرية ٌ
ولا نصفٌ تظنُّ من جسمها دخلا[/font]
[font="] [/font]
محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ
رقم القصيدة : 17553
-----------------------------------
محا رَسْمَ دارٍ بالصَّريمة ِ مُسْبِلٌ
نضوحٌ وريحٌ تعتريهِ جفولُ
فغَيّرَ آياتِ الحبيبِ معَ البِلى
بوارحُ تطوي تربها وسيولُ
ديارٌ لأروى والرَّبابِ، ومَن يكُنْ
لَهُ عِنْدَ أرْوى والرَّبابِ تُبولُ
يَبِتْ وهوَ مَشْحوذٌ عليهِ، ولا يُرى
إلى بيضتي وكرِ الأنوقِ سبيلُ
وما خفتُ بينَ الحيّ، حتى رأيتهم
لهُمْ بأعالي الجأبَتَيْنِ حُمولُ
فبانوا بأروى ، يومَ ذلك، كأنّها
مِنَ الأُدْمِ غَنّاءُ البُغامِ خَذولُ
مُبِنّة ُ غارٍ، أيْنما تَنْحُ شمْسُهُ
لحالٍ، فَقَرْنُ الشّمْسِ فيهِ ظَليلُ
لها منْ وراقٍ ناعمٍ ما يكنها
مرفّ ترعاهُ الضحى وربولُ
وكم قتلتْ أروى ، بلا ترة ٍ لها
وأرْوى لفُرَّاغِ الرّجالِ قَتولُ
فلو كان مبكى ساعة ٍ لبكيتها
ولكنّ شرَّ الغانيات طويلُ
ظَلِلْتُ، كأنّي شارِبٌ أزَليّة ً
ركودَ الحميا في العظامِ شمولُ
صَريعُ فِلَسْطينيّة ٍ، راعَهُ بها
من الغَورِ عنْ طولِ الفراقِ، حَليلُ
أبَوْا أنْ يُقيلوا، إذْ توقَّدَ ومُهُمْ
وقد جعلتْ عفرُ الظباء تقيلُ
وأشْرَفَ حِرباءُ الظّهيرَة ِ يَصْطلي
وهُنَّ على عيدانِهنَّ جُذول
أجَدُّوا نجاءً، غيّبَتْهُمْ عَشِيّة ً
خمائلُ مِنْ ذاتِ المَشا وهُجُولُ
وكنتُ صحيح القلب حتى أصابني
مِنَ اللاَّمِعاتِ المُبرِقاتِ خُبولُ
من المائلاتِ الغيدِ وهناً، وإنها
على صرْمِهِ أوْ وَصْلِهِ لَغَفُولُ
وكُنَّ على أحيالهِنَّ يصِدْنَني
وهُنَّ بلايا للرِّجالِ وغُولُ
وإنَّ امرءاً لا ينْتهي عَنْ غَوايَة ٍ
إذا ما اشْتَهَتْها نَفْسُهُ لجَهُولُ[/font]
[font="] [/font]
ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
رقم القصيدة : 17554
-----------------------------------
ألا لا تلوميني على الخَمْرِ عاذِلا
ولا تهلكيني، إنَّ في الدهرِ قاتِلا
ذريني فإنَّ الخمْرَ مِنْ لذَّة ِ الفتى
ولوْ كنتُ موغولاً عليَّ وواغلا
وإني لشرابُ الخمور معدّلٌ
إذا هَرَّتِ الكأسُ الرِّخامَ التَّنابِلا
أخو الحرب ثبتُ القولِ في كلّ موطنٍ
إذا جشأتْ نفسُ العبي المحافلا
أماويَّ لولا حبكِ العامَ لم أقعْ
بمصرَ ولم أنظرْ ببيعي قابلا
كما منعتْ أسماءُ صحبي ومزودي
عشية َ قربتُ المطية َ راحِلا
مصاحبَ خوصٍ قد نحلنَ كأنّما
يقين النفوسَ أن تمسَّ الكلاكلا
إذا كان عن حينٍ من الليلِ نبهتْ
بأصْواتِها زُغباً تُوافي الحواصِلا
توائم كُسْيَتْ بعد عُريٍ، وأُلبسَتْ
برانسَ كدراً لمْ تعنَّ الغوازلا
طوالِعُ مِنْ نَجْدِ الرَّحوبِ كأنّما
رَمى الآلُ بالأظعانِ نَخْلاً حَوامِلا
ظعائنُ لَيْلى والفُؤادُ مُكَلَّفٌ
بليلى وما تعطي أخا الود طائلا
أبتْ أن تردّ النفسَ في مستقرها
وما وصلت حبل امرئ كان واصِلا
فسَلِّ لُباناتِ الصّبى بجُلالَة ٍ
جُماليّة ٍ تطوي علَيْها المجاهِلا
كأنّ قتودَ الرحلِ فوقَ مصدرٍ
تَرعّى قِفافَ الأنعَمَينِ فعاقِلا
يحدرُ عشراً لا يرى العيش غيرُها
مشيحاً عليها في المغارِ وحاظلا
فظلت عطاشاً وهو حامٍ يذُودها
يخافُ رماة ً موقفين وحابلا
إلى أن رأى أن الشريعة َ قد خلتْ
وأتبعَ منها الآخراتُ الأوائلا
وأبصَرْنَ إذْ أجلينَ عَن كلّ تَوْلَبٍ
أبا الشبل بين الغيض والفيضِ ماثلا
فأدبرَ يَحدُوها كأنَّ زِمالَهُ
زِمالُ شَروبٍ وجْعَ مِنْهُ الأباجِلا[/font]
[font="] [/font]
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
رقم القصيدة : 17555
-----------------------------------
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
وبدا المحجَمْجَمُ منهما المكتومُ
للبينِ منا واختيارِ سوائنا
ولقَدْ علمْتِ لَغَيرُ ذاكَ أرُومُ
وإذا همَمْنَ بغَدْرَة ٍ أزْمَعْنَها
خُلُفاً، فليسَ وصالهُنَّ يدُومُ
ودعا الغواني إذا رأينَ تهشمي
روقُ الشبابِ فما لهنَّ حلومُ
ورأيْنَ أنّي قدْ علَتْني كَبرَة ٌ
فالوَجْهُ فيهِ تضَمُّرٌ وسُهومُ
وطوينَ ثوبَ بشاشة ٍ أبلينهُ
فلهُنَّ مِنْكَ هَساهِسٌ وهُمومُ
وإذا مشَيْتُ هدَجْتُ غيرَ مُبادِرٍ
رَسْفَ المُقَيَّدِ ما أكادُ أَرِيمُ
ولقَدْ يكُنَّ إليَّ صُوراً مرَّة ً
أيّام لَوْنُ غدائري يَحْمومُ
ولقد أكونُ من الفتاة بمنزلٍ
فأبيتُ لا حرجٌ ولامحرومُ
ولقَدْ أُغِصُّ أخا الشّقاقِ بِريقِه
فيصدّ وهو عن الحفاظ سؤومُ
ولقد تباكرُني على لذاتها
صَهْباءُ عاريَة ُ القذى خُرْطومُ
من عاتق حدبت عليهِ دنانهُ
وكأنّها جَرْبى بهِنَّ عَصِيمُ
مما تغالاهُ التجارُ غريبة ٍ
ولها بعانة َ والفراتِ كرومُ
وتظَلُّ تُنْصِفُنا بها قَرَوِيّة ٌ
إبريقها برقاعها ملثومُ
وإذا تعاورتِ الأكفّ زجاجها
ولهُ بخَيْنَفَ مُنْتأى وتُخومُ
وكأنَّ شاربها أصابَ لسانهُ
من داء خيبرَ أو تهامة َ مومُ
ولقَدْ تشُقُّ بيَ الفَلاة َ إذا طفَتْ
أعلامها وتغولتْ علكومُ
غولُ النجاء كأنّها متوجسٌ
بالقَرْيَتينِ موَلَّعٌ موْشومُ
باتتْ تكفئهُ إلى محانتهِ
نَكْباءُ تَلْفحُ وجْهَهُ وغُيومُ
صردُ الأديمِ كأنهُ ذو شجة ٍ
بردتْ عليهِ من المضيض كلومُ
وكأنما يجري على مدارتهِ
مِمّا تحلّبَ لؤلؤ مَنْظومُ
فحَلَمْتُها وبنو رُفيدَة َ دونها
وبدَتْ مِتانٌ حولهُ وحُزُومُ
هاجتْ لهُ غُضْفُ الضِّراء مُغيرة ً
كالقدّ ليسَ لهامهنَّ لحومُ
فانصاعَ كالمصباحِ يطفو مرة ً
ويلوحُ وهوَ مُثابِرٌ مَدْهومُ
حتى إذا ما انجابَ عَنْهُ رَوْعُهُ
وأفاقَ بعدَ فررارهِ المهزومُ
هزَّ السلاحَ لهنَّ مصعبُ قفرة ٍ
متخمطٌ بلغامهِ مرثومُ
يهوي فيقعصُ ما أصابَ بروقهِ
فجبينُهُ جسدٌ بهِ تدميمُ
فتَنَهْنَهَتْ عَنْهُ وولّى يَقْتري
رملاً بجبة َ تارة ً ويصومُ
يرعى صحارى حامرِ أصيافَها
ولهُ نجينفَ منتأى وتخومُ
وفلاة ِ يعفورِ يحارُ بها القطا
وكأنما الحادي بها مأمومُ
قدْ جُبْتُها لمّا توَقّدَ حَرُّها
إني كذاكَ على الأمورِ هجومُ
أسْرَيْتُها بِطُوالة ٍ أقرابُها
يبغمنَ وهي عنِ البغامِ كظومُ
ولقدْ تأوبَ أم جهمٍ أركباً
طبختْ هواجرُ لحمَها وسمومُ
وقعوا وقَدْ طالتْ سُراهُمْ وَقْعة ً
فهمُ إلى ركبِ المطي جثومُ
فحملتها وبنو رفيدة َ دونها
لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلومُ
وتجاوَزَتْ خَشَبَ الأريطِ ودونهُ
عربٌ تردُّ ذوي الهمومِ ورومُ
حبسوا المطيَّ على قديمٍ عهدُهُ
طامٍ يَعينُ ومُظْلِمٌ مَسْدُومُ
فكأنَّ صَوْتَ حمامَة ٍ في قعرِهِ
عِندَ الأصيلِ إذا ارْتجسْنَ خُصُومُ
ويقعنَ في خلقَ الإزاء كأنهُ
نُؤيٌ تقادَمَ عَهْدُهُ مَهْدومُ
وإذا الذنوبُ أحيلَ في متثلمٍ
شربتْ غوائلُ ماءهُ وهزومُ
أجُمَيعُ قدْ فُسْكِلْتَ عَبْداً تابعاً
فبقيتَ أنتَ المفحَمُ المعكومُ
فاهتَمْ لنَفْسكَ يا جُمَيعُ ولا تكُنْ
لبني قريبة َ والبطونُ تهيمُ
واعدِلْ لسانَكَ عَنْ أُسيّدَ إنّهمْ
كلأٌ لمَنْ ضَغِنوا عَلَيْهِ وخيمُ
وانزع إليكَ فإنني لا جاهلٌ
بِكُمُ ولا أنا إنْ نطَقْتُ فَحومُ
وانظرْ جميعُ إذا قناتُكَ هزهزتْ
هل في قناتكَ قادحٌ ووصوم
أبني قريبَة َ إنّهُ يُخْزيكُمُ
نَسَبٌ إذا عُدَّ القديمُ لئيمُ
من والدٍ دنسٍ وخالٍ ناقصٍ
وحديثُ سوء فيكُمُ وقديمُ
أبَني قريبَة َ ويحَكُمْ لا ترْكبوا
قتبَ الغواية ِ إنهُ مشؤومُ
وملحبِ خضلِ الثيابِ كأنما
وطئتْ عليه بخفها العيثومُ
قَتلَتْ أُسامَة َ ثمَّ لمْ يَغْصَبْ لهُ
أحدٌ ولمْ تَكْسِفْ عَلَيْهِ نُجومُ[/font]
[font="] [/font]
أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
رقم القصيدة : 17556
-----------------------------------
أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما
مُحيلاً، ونؤياً دارِساً، قدْ تهدَّما
ومَوْضِعَ أحْطابٍ، تحمّلَ أهْلُهُ
وموقدَ نارِن كالحمامة ِ أسحما
على آجنٍ أبقتْ لهُ الريحُ دمنة ً
وحوضاً، كأدحِي النعامة ِن أثلما
ترى مشفر العيساء حينَ تسوفُهُ
إذا وجدَتْ طَعْمَ المرارة ِ أكزما
كأنَّ اليماميَّ الطّبيبَ انبرى لها
فذرَّ لها في الحوضِ شرياً وعلقما
بأحناءَ مجهولٍ تعاوَى سباعهُ
تقوَّضَ، حتى كان للطّيرِ أدْرما
إذا صدَرَتْ عَنْهُ حَمامٌ، تركْنهُ
لوِرْدِ قطاً، يسقي فُرادى وتوْأما
تراها إذا راحتْ رواءً كأنّها
معلقة ٌ عندَ الحناجرِ حنتما
تأوَّبُ زُغْباً بالفَلاة ِ، تَرَكْنَها
بأغبرَ مجهولِ المخارمِ أقتما
إذا نبّهَتْهُنَّ الرّوافِدُ بالقِرى
سقينَ مجاجاتٍ هوامدَ جثمّا
يُنَبِّهْنَ قَيظيَّ الفِراخِ، كأنّما
يُنَبِّهْنَ مَغْموراً مِنَ النّوْمِ أعجَما
ثنينَ عليهِ الريشَن حتى تلاحقتْ
وصار شَعاعاً قَيظُها، قدْ تحَطّما
فصارتْ شلالاً وابذعرتْ كأنها
عصابَة ُ سَبْيٍ، شَعَّ أنْ يُتقسّما
لعمري لئن أبصرتُ قصدي لقد أنى
لمثلي يا دهماء أن يتحلما
وبيداءَ محلٍ، لا يُناخُ مَطِيُّها
إذا صَخِبَ الحادي بها وتَهَمْهما
ترى القومَ فيها يركبونَ رؤوسهُمْ
من النومِ، حتى يكبحَ الواسطُ الفما
قطعتُ بهوجاء النَّجاء نجيبة ٍ
عُذافِرَة ٍ تَهْدي المطيَّ المُخزَّما
قريبَة ُ تَهْجوني، وعوْفُ بنُ مالكٍ
وزَيدُ بنُ عَمْرو. طَاَلَ هذا تحلُّما
ويا للهِ ما تهجونني منْ عداوة ٍ
ثكلتُمْ، وما ترمون بالقذعِ مفحما
وإنا لحيّ الصدق، لا غرة بنا
ولا مثلُ من يقري البكيءَ المصرّما
ونجمعُ للحربِ الخميسَ العرمرما
ومستنبحِ بعد الهدوّ، دعوتهُ
بصَوْتيَ، فاستعشى بِنِضْوٍ تزَغّما
وإني لحلالٌ بي الحقّ، أتقى
إذا نزلَ الأضيافُ، أنْ أتجهما
إذا لمْ تذدْ ألبانها عن لحومها
حلَبْنا لهُمْ منْها بأسْيافِنا دَما
ومُنْتحِلٍ منّي العداوة َ، نالَهُ
عناجيجُ أفراسٍ، إذا شاء ألجما
فإن أكُ قدْ عانيتُ قومي، وهبتهم
فهَلْهِلْ وأوْلى عَنْ نُعيمِ بنِ أخثما
فإن أعفُ عنكمْ، يا نعيمُ، فغيركُمْ
ثَنى عنكُمُ منّي المُسَرَّ المُجمجَما
فجاء، وقَدْ بلّت عَلَيْهِ ثيابَهُ
سحابة ُ مُسْوَدّ مِنَ اللّيلِ أظلَما
إذا نُبّهَ المبْلودُ فيها، تَغَمْغَما
فلما أضاءتهُ لنا النارُ، واصطلى
أضاءتْ هجفاً موحشاً، قد تشهما
فنَبّهْتُ سَعْداً بَعْدَ نوْمٍ لطارِقٍ
أتانا ضئيلاً صوتهُ، حين سلما
فقُلْتُ لهُمْ: هاتوا ذخيرَة َ مالكٍ
وإن كان قد لا قى لبوساً ومطعما
فقال: ألا لا تجشموها، وإنما
تَنَحْنَحَ دونَ المُكْرَعاتِ، لتُجْشما[/font]
[font="] [/font]
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
رقم القصيدة : 17557
-----------------------------------
أتَعْرِفُ الدَارَ، أمْ عِرْفانَ مَنْزِلَة ٍ
لمْ يَبْقَ غيرُ مُناخِ القِدْرِ والحُمَمِ
وغيرُ نؤي رمتهُ الريحُ أعصرهُ
فهو ضئيلٌ كحوض الآجنِ الهدمِ
كانَتْ منازِلَ أقوامٍ، فغَيّرها
مرّ الليالي ونضحُ العارضِ الهزمِ
وقد تكونُ بها هيفٌ، منعمة ٌ
لا يلتفعنَ على سوء ولا سقمِ
لا يصطلينَ دخانَ النار، شاتية ً
إلا بعودِ يلنجوجٍ على فحمِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدم روحها
عند الأصيلِ، هديرُ المُصْعَبِ القَطِمِ
لقدْ حلفتُ بما أسرى الحجيجُ لهُ
والنّاذرين دماءَ البُدْنِ في الحَرَمِ
لَولا الوَليدُ، وأسْبابٌ تَناوَلَني
بهنَّ، يومَ اجتماعِ الناس بالثلمِ
إذاً لكُنتُ كمَنْ أوْدى ، وَوَدَّأهُ
أهْلُ القَرابَة ِ بَينَ اللّحدِ والرَّجَمِ
أهْلي فداؤكَ، يومَ المُحْرِمونَ بها
مُقاسَمُ المالِ أوْ مُغْضٍ على ألمِ
يوْمَ المُقاماتِ، والأمْوالُ مُحْضَرَة ٌ
حولَ امرئ غيرِ ضجاجٍ ولا برمِ
إنّ ابن مروانَ أسقاني على ضمإ
بِسَجْلِ، لا عاتِمٍ رَيْثاً ولا خَذِمِ
ما يحرمُ السائلَ الدنيا، إذا عرضتْ
وما تعود منهُ المالُ بالقسمِ
لا يَستَقِلُّ رجالٌ ما تحَمّلَهُ
ولا قريبونَ منْ أخلاقهِ العظمِ
من آلِ عفانَ فياضُ العطاءِ إذا
أمسَى السحابُ خفيفَ القَطرِ، كالصِّرَم
تسوقُهُ، تَحْملُ الصُّرَّادَ مُجْدِبَة ٌ
حتى تَساقطَ بَينَ الضَّالِ والسَّلَمِ
فهم هنالك خيرُ الناسِ، كلهم
عندَ البلاء، وأحْماهُمْ على الكَرمِ
ألباسِطونَ بِدُنياهُمْ أكُفَّهُمُ
والضَّاربُون غَداة َ العارِضِ الشَّبِمِ
والمُطْعِمون، إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ
والمقدمون على الغاراتِ بالجذمِ
عوابسَ الخيلِ إذا عضتْ شكائمها
وأصْحرَتْ عَنْ أديمِ الفِتنة ِ الحَلِمِ
هم الأولى كشفوا عنا ضبابتها
وقوَّموها بأيديهمْ عَنِ الضَّجَمِ
فإذ أتتْكُمْ وأعْطَتْكُمْ بدِرَّتِها
فاحتلبوها هنيئاً، يا بني الحكمِ
بَني أُميّة َ، قدْ أحْدَتْ فواضِلُكُمْ
منكْم جيادي، ومنكْ قبلها نعمي
فهي، غذا ذكرتُ عندي وإن قدمتْ
يوماً، كخطّ كتابِ الكف بالقلمِ
فإنْ حلَفْتُ، لقد أصْبَحْتُ شاكِرَها
لا أحْلِفُ، اليومَ، مِن هاتا على أَثِمِ
لولا بلاؤكمُ في غير واحدة ٍ
إذاً لقُمْتُ مَقامَ الخائِفِ الزَّرِمِ
أسمَعْتُكُمْ يومَ أدْعو في مُوَدَّأة ٍ
لولاكمُ شاعَ لحمي عندها ودمي
لولا تناوُلكُم أيايَ، ما علقتْ
كفّي بأرْجائِها القُصْوى ولا قَدَمي
وقد علمتُم وإن أصبحتُ نائيكُمْ
نُصْحي، قديماً، وفِعْلي غيرُ مُتّهَمِ
لقَدْ خشيتُ وشاة َ النّاسِ عندكُمُ
ولا صَحيحَ عَلى الأعداء والكَلِمِ[/font]