عبدالله سعد اللحيدان
الاعضاء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
فسّر أهل اللغة ( الركون ) بمطلق الميل والسكون إلى الشيء .
وذكر القرطبي أن الركون في اللغة : الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به .
وربّما كان مأخوذا من الركن ، وهو دعامة كل بناء ، ( أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) .
وللسلف والعلماء - من جميع المذاهب الإسلاميّة - أقوال في المقصود من هذا النهي القرآني المؤكّد بالأحاديث ، وأنه النهي عن مداهنة أهل الظلم ، على معنى قوله تعالى : ( ودّوا لو تدهن فيدهنون ) ، والمداهنة نوع من النفاق والمصانعة ، ومداهنتهم تكون بالرضا عن ظلمهم وعدم الإنكار عليهم .
روي عن أبي العالية : قوله ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، يقول : لا ترضوا أعمالهم .
قال ابن كثير تعقيبا على قول الطبري : وهذا القول حسن ، أي : لا تستعينوا بالظلمة ، فتكونوا كأنكم قد رضيتم بصنيعهم .
والأقوال كلها متقاربة المعنى ، تفيد النهي عن الرضا والقبول بما يفعله أهل الظلم .
وقد استخدم القرآن الكريم لفظ ( الركون ) وهو مطلق الميل ، ما يفهم منه من باب أولى المنع من موالاة أهل الظلم ومناصرتهم أو العمل معهم أو الدفاع عنهم .
و قوله : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) دال على النهي عن الميل إلى من وقع منهم الظلم . فالنهي ، إذن ، أعظم وآكد عن الميل إلى الذين جعلوا الظلم شعارهم وتخطوا الحدود وجاوزوا الاعتدال واستباحوا الحقوق وجعلوا الظلم أكبر همهم ومبلغ علمهم وتجرّدت أعمالهم من العدل وخلت قلوبهم من خشية الله .
وقوله تعالى : ( الذين ظلموا ) : المراد عموم أهل الظلم من الكفّار والمسلمين ، فيكون اللفظ عاما ، يشمل كل ظالم سواء أكان مؤمنا أم كافرا .
وكلمة ( ظلموا ) ، في الآية ، ليست قاصرة على أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم السياسي والسلطوي ، بل تشمل أيضا أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاقتصادي والمادي حين يضيقون على الناس في لقمة العيش ويحاصرونهم في مطعمهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم ومتجرهم ، وتشمل أيضا أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاجتماعي والثقافي وذلك بالتفريق بينهم على أساس العرق واللون والثقافة .
ثمّ ، ما الذي يترتب على الركون إلى الذين ظلموا ؟
تبيّن الآية القرآنية الكريمة أن نتيجتان تترتّبان على هذا الركون .
النتيجة الأولى : عذاب النار في الآخرة .
والنتيجة الثانية : عدم وجود النصر والمعونة ، و : ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلّصكم من عذابه .
فكأنه سبحانه وتعالى يقول لنا : إنكم إن رضيتم بمسلك أهل الظلم ، ومشيتم في ركابهم ، وناصرتموهم في باطلهم ، مستكم نار جهنم في الآخرة ، ولم ينصركم أحد لا في الدنيا ولا في الآخرة .
في الآخرة نار جهنم ، وفي الدنيا قد يعجّل الله لكم العقوبة فيسلط عليكم عدوكم ، ويخذلكم .
قال بعض العلماء : الركون المنهي عنه هنا : هو الرضا بما عليه الظلمة ، أو تحسين الطريقة وتزيينها عند غيرهم ، أو مشاركتهم في شيء مما هم عليه من المخالفات ، أو الدفاع عنهم ، أو مداخلتهم أو العمل معهم لرفع ضرر أو جلب منفعة عاجلة أو تدبير أمر معاش ، وما شابه ذلك .
ومقتضى الاستقامة والتقوى هو اجتنابهم تماما ، إذ انّه سبحانه وتعالى كاف عباده عن جميع خلقه : ( أليس الله بكاف عبده ) .
وهذه الآية أصل ودليل شرعي معتبر ، تبنى عليه بعض الأحكام ، فكل ما أدى إلى الركون الى الظلمة فلا يجوز قربانه ولايجوز إتيانه ولا يجوز تناوله .
قال الحسن البصري : جعل الله الدين بين لاَئين : ( ولا تطغوا ) و ( ولا تركنوا ) . فقد لخّص ( الحسن ) الدين كلّه بأمرين : النهي عن الطغيان ، والنهي عن الركون إلى الذين ظلموا . وفي هذا دلالة على أهمية تجنب الركون إلى أهل الظلم لما في ذلك من توهين لأمر الدين وإضعاف لشأنه .
وهذه الآية الكريمة تشكل بذاتها منهجا للمسلم ونبراسا للمؤمن ، يستضيء به في دروب هذه الحياة المليئة بالفتن والمحن والمغريات والملهيات .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
وسوف أعرض ، أيضا ، في هذا الجزء من هذه السلسلة العلمية أقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، ثم نعود لمناقشها .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
فسّر أهل اللغة ( الركون ) بمطلق الميل والسكون إلى الشيء .
وذكر القرطبي أن الركون في اللغة : الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به .
وربّما كان مأخوذا من الركن ، وهو دعامة كل بناء ، ( أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) .
وللسلف والعلماء - من جميع المذاهب الإسلاميّة - أقوال في المقصود من هذا النهي القرآني المؤكّد بالأحاديث ، وأنه النهي عن مداهنة أهل الظلم ، على معنى قوله تعالى : ( ودّوا لو تدهن فيدهنون ) ، والمداهنة نوع من النفاق والمصانعة ، ومداهنتهم تكون بالرضا عن ظلمهم وعدم الإنكار عليهم .
روي عن أبي العالية : قوله ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، يقول : لا ترضوا أعمالهم .
قال ابن كثير تعقيبا على قول الطبري : وهذا القول حسن ، أي : لا تستعينوا بالظلمة ، فتكونوا كأنكم قد رضيتم بصنيعهم .
والأقوال كلها متقاربة المعنى ، تفيد النهي عن الرضا والقبول بما يفعله أهل الظلم .
وقد استخدم القرآن الكريم لفظ ( الركون ) وهو مطلق الميل ، ما يفهم منه من باب أولى المنع من موالاة أهل الظلم ومناصرتهم أو العمل معهم أو الدفاع عنهم .
و قوله : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) دال على النهي عن الميل إلى من وقع منهم الظلم . فالنهي ، إذن ، أعظم وآكد عن الميل إلى الذين جعلوا الظلم شعارهم وتخطوا الحدود وجاوزوا الاعتدال واستباحوا الحقوق وجعلوا الظلم أكبر همهم ومبلغ علمهم وتجرّدت أعمالهم من العدل وخلت قلوبهم من خشية الله .
وقوله تعالى : ( الذين ظلموا ) : المراد عموم أهل الظلم من الكفّار والمسلمين ، فيكون اللفظ عاما ، يشمل كل ظالم سواء أكان مؤمنا أم كافرا .
وكلمة ( ظلموا ) ، في الآية ، ليست قاصرة على أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم السياسي والسلطوي ، بل تشمل أيضا أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاقتصادي والمادي حين يضيقون على الناس في لقمة العيش ويحاصرونهم في مطعمهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم ومتجرهم ، وتشمل أيضا أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاجتماعي والثقافي وذلك بالتفريق بينهم على أساس العرق واللون والثقافة .
ثمّ ، ما الذي يترتب على الركون إلى الذين ظلموا ؟
تبيّن الآية القرآنية الكريمة أن نتيجتان تترتّبان على هذا الركون .
النتيجة الأولى : عذاب النار في الآخرة .
والنتيجة الثانية : عدم وجود النصر والمعونة ، و : ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلّصكم من عذابه .
فكأنه سبحانه وتعالى يقول لنا : إنكم إن رضيتم بمسلك أهل الظلم ، ومشيتم في ركابهم ، وناصرتموهم في باطلهم ، مستكم نار جهنم في الآخرة ، ولم ينصركم أحد لا في الدنيا ولا في الآخرة .
في الآخرة نار جهنم ، وفي الدنيا قد يعجّل الله لكم العقوبة فيسلط عليكم عدوكم ، ويخذلكم .
قال بعض العلماء : الركون المنهي عنه هنا : هو الرضا بما عليه الظلمة ، أو تحسين الطريقة وتزيينها عند غيرهم ، أو مشاركتهم في شيء مما هم عليه من المخالفات ، أو الدفاع عنهم ، أو مداخلتهم أو العمل معهم لرفع ضرر أو جلب منفعة عاجلة أو تدبير أمر معاش ، وما شابه ذلك .
ومقتضى الاستقامة والتقوى هو اجتنابهم تماما ، إذ انّه سبحانه وتعالى كاف عباده عن جميع خلقه : ( أليس الله بكاف عبده ) .
وهذه الآية أصل ودليل شرعي معتبر ، تبنى عليه بعض الأحكام ، فكل ما أدى إلى الركون الى الظلمة فلا يجوز قربانه ولايجوز إتيانه ولا يجوز تناوله .
قال الحسن البصري : جعل الله الدين بين لاَئين : ( ولا تطغوا ) و ( ولا تركنوا ) . فقد لخّص ( الحسن ) الدين كلّه بأمرين : النهي عن الطغيان ، والنهي عن الركون إلى الذين ظلموا . وفي هذا دلالة على أهمية تجنب الركون إلى أهل الظلم لما في ذلك من توهين لأمر الدين وإضعاف لشأنه .
وهذه الآية الكريمة تشكل بذاتها منهجا للمسلم ونبراسا للمؤمن ، يستضيء به في دروب هذه الحياة المليئة بالفتن والمحن والمغريات والملهيات .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
وسوف أعرض ، أيضا ، في هذا الجزء من هذه السلسلة العلمية أقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، ثم نعود لمناقشها .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .