الهجرة أول مؤتمر للعرب كان تحت رعاية إبليس

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
?? هذا الحبيب ♥️ « ١٠٦ »
السيرة النبوية العطرة
(( الهجرة ، أول مؤتمر للعرب كان تحت رعاية إبليس ))

الهجرة أول مؤتمر للعرب كان تحت رعاية إبليس

? لما سمعت قريش باقتراب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ليثرب جُن جنونها ، فقررت قتل النبي صلى الله عليه وسلم .

? سؤال نجيب عليه قبل أن نمضي بالحديث عن مؤتمر قريش ، لماذا لم تتخلص قريش من النبي صلى الله عليه وسلم إلا قبل هجرته بيوم ؟
بقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ١٣ سنة يدعو إلى الإسلام ، لماذا لم يقتلوه طوال تلك الأعوام الثلاثة عشر ؟

? السبب : أن كل قبيلة من القبائل كانت تخشى وتخاف من قبيلة بني عبد مناف ، وهي قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قبيلة عبد مناف أقوى بطون قريش ولن تسكت عن أخذ الثأر ، والآن قرروا قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، وما هو الشيء الجديد بالموضوع ؟
الآن قيادات قريش وروؤس الكفر فكروا ولأول مرة في أن تشترك ، كل القبائل العربية بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يصعب على قبيلة واحدة الأخذ بالثأر ، ويقبلوا الدية وينتهي الأمر .

? اجتمعت قيادات قريش في دار الندوة لبحث هذا الأمر الخطير ، وكان على رأسهم أبو جهل، أبو سفيان، أمية بن خلف، شيبة بن ربيعة، عتبة بن ربيعة وجميع قبائل قريش من سادتها وذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، بيوم واحد .

? وعقدوا مؤتمر ، قالوا : نجتمع في دار الندوة ولا يحضر الإجتماع إلا كل ذي شرف ( أي سادة قريش فقط ) وتكتموا على الخبر حتى يكون سر ، ولا يعلم به النبي صلى الله عليه وسلم
ولما اجتمعوا في دار الندوة ، جاء إبليس لعنة الله عليه تكريماً لأبي جهل ، ووقف على باب دار الندوة بصورة شيخ نجدي ( لماذا جاء ابليس بصورة نجدي لكي لا يعرفه أهل مكة )
جاء بصورة رجل نجدي وعليه ثوب غليظ ويلبس عمامة ووقف عند الباب .
فقال له أبو جهل : من الرجل ؟
قال : شيخ من نجد سمعت بمؤتمركم فأحببت أن أشهده ولعله لا تعدمون رأي عندي
قال أبو جهل : نِعمَ الرجل ادخل معنا ( فكان المؤتمر تحت رعاية إبليس ، أول مؤتمر يعقد في العرب تحت رعاية إبليس ، وأظن أن إبليس وأتباعه ما زالوا يرعون كل مؤتمر ) ، فدخل إبليس وأخذوا أماكنهم فكان إبليس يجلس بصدر المجلس ( لأنه ضيف ونحن العرب بلد مضياف دائماً ، نحن العرب كلنا نخوة ما شاء الله عنا ضيعنا فلسطين والأقصى بالنخوة .. ضيوف .. أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما استلم مفاتيح الأقصى وكتب بنود المعاهدة ، قال له بطرياك النصارى : يا أمير المؤمنين أضف بندا ، قال له عمر : ما هو ؟؟
قال البطرياك : ألا يسكن الارض المقدسة يهودي ، ولا يدخلها
حتى النصارى يعلمون ان اليهود اذا دخلوا بلد خربوها ، ليش مين خرب بيت النصارى غير اليهود المغضوب عليهم ، الضالين النصارى لأن اليهود هم الذين أضلوهم عن دين المسيح وأدخلوا التحريف لكتبهم والمعتقدات الباطلة
فقال له عمر : صدقت
وأضاف هذا البند ومنع عمر دخول أي يهودي للأرض المقدسة ( ارجعوا الى بنود العهدة العمرية ، ولكن نحن العرب كلنا نخوة شعب مضياف ضيعنا العهدة العمرية والاقصى وفلسطين إلى الله المشتكى ) .؟

فكان على رأس المجلس إبليس وأخذوا يتداولون الرأي والآن توصلوا للإقتراحات
( من يطلعوا بالقرار البياني ) ، فقال قائل : منهم نحبسه كما كنا نحبس الشعراء ، وننتظر حتى يموت فلا يجتمع به أحد ، ولا يجتمع هو بأحد فنكون قطعنا بينه وبين أصحابه
فقال إبليس : ما هذا لكم برأي يا سادة مكة إنكم لتعلمون حب أصحابهِ له وإنهم ليحبونه أكثر من الوالد والولد ولو سمعوا أنه محبوس عندكم جاؤوكم على الفور وقاتلوكم حتى ينقذوه ، وهذا ما تخافون منه أتسعون إليه برأيكم ، ليس لكم هذا برأي ( ما عجبه إبليس رئيس المؤتمر ) فكروا في رأي آخر

? فقال رجل آخر : نخرجه من مكة وننفيه منها ولا نبالي به أينما ذهب ، مباشرة تدخل إبليس
واعترض هذا ما تخافون منه ، واجتمعتم لأجله ، قال هو خارج خارج دون أن تخرجوه ، فإن أخرجتموه سينزل على أهل يثرب وأصحابه وعند ذلك تقوى شوكته ويأتيكم ويغزوكم في مكة ( أيضا لم يعجبه إبليس ، الله ياخدكم انتوا وهيك افكار ابليس يريد فكر شيطاني يناسبه )
قال :ما هذا لكم برأي دبروا فيه رأي آخر ( فكروا برأي شيطاني يعجبني ) ، فقال أبو جهل ( وكأن أبا جهل مقسوم من إبليس نصفين شيطان هذه الأمة ، ولكن ما أكثر أبو جهل في زماننا ففي كل بلد أبو جهل )

? فقال أبو جهل : إن لي رأي لن تصلوا إليه أبداً ولعله يعجبك يا شيخ نجد
قال : هاتِ ما عندك ؟
قال : نأخذ من كل قبيلة شاب قوي ذو نسب
ثم يعطى كل واحد منهم سيفا صارماً ، فيعمدوا إليه جميعاً فيضربوه ضربة رجل واحد
فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يقدر بنو هاشم على حربهم جميعاً ويرضون بالعُقل فنعقل لهم
( العُقل معناه الدية وسميت بالعُقل لأنهم كانوا يعقلون الإبل أي يربطوا ١٠٠ ناقة على باب صاحب الحق حتى يرضى ويعفو نعطيهم ١٠٠ ناقة ، ويأخذوها لأنهم لا يستطيعون أن يطالبوا بدمه و لا يستطيعون أن يقاتلوا العرب جميعا )
فابتسم إبليس وانشرح صدره وصفق ( وما أرى التصفيق إلا أخذ عنه في المؤتمرات )
صفق لأبي جهل
وقال : نِعمَ الرأي هذا فلا رأي غيره ( إبليس يريد الخلاص من النبي صلى الله عليه وسلم )
قال هذا هو الرأي

? وفض الاجتماع على العمل بهذا القرار ، الآثم الجائر الظالم الذي يدل على ما وصل إليه القوم من حقد وظلم وبغي وكيف أن الكفر قد تغلغل في قلوبهم وتمكن من عقولهم
وجمعوا الشباب وكان تدبيرهم مكراً كما قال الله في القرآن ، والمكر .. هو تدبير الأمر خفية وأحكام الأذية .

ولكن أكرمه الله بتدبير أعظم وهو المكر وإبطال المكر الأول قال تعالى :؟ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، فأوحى الله إلى نبيه ، وجاء جبريل يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤامرة ويرسم له خطة الخروج .

لا حظوا معي ماذا كانت قرارت قريش ؟
اول قرار كان
١_ أن يحبسوا النبي صلى الله عليه وسلم
والقرار الثاني
٢_ أن يخرجوه من مكة وينفوه خارجها
والقرار الثالث
٣_وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم

وانظروا كيف جاء القران بترتيب مختلف لنفهم بلاغة القران ، وحب الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ، انظروا لهذا الترتيب
قال تعالى : وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .
ليثبتوك .. وهذا الرأي الأول لهم ، او يقتلوك ... وهذا الرأي الاخير الذي اتفقوا عليه او يخرجوك .. هذا الرأي الأوسط ، الآية تقول
ليثبتوك ، أو يقتلوك ، أو يخرجوك .. فجاء الإخراج في الأخير مع أنه كان الرأي الوسط ورفض ، أما الرأي الأخير الذي إتفقوا عليه هو القتل .. لماذا رتب القرآن هذا الترتيب ؟
لان رسول الله صلى الله عليه ، يفهم عن الله عزوجل وان الله يختم بكلامه الحق والحقيقة

?في قصة يوسف قال تعالى : إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ . وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن ابص َّادِقِينَ
ختم الله الايات بإظهار الحقيقة يوسف عليه السلام صادق ، وهذه هي الحقيقة
فالله عزوجل يحب رسوله صلى الله عليه وسلم

? وجاء القرآن حريص على شعور النبي صلى الله عليه وسلم والشواهد من القرآن كثيرة نأخذ واحدة منها للتوضيح قال تعالى : عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ، ونزلت عن المنافقين يوم الخندق ، عفا الله عنك لم أذنت لهم فقدم الله العفو قبل العتاب حتى لا يحزن قلب النبي من عتاب الله له فقدم العفو ( لتقريب الصورة ، شخص قام بعمل لا يرضيك إذا قلت له معاتب لماذا فعلت هذا ؟ رح يشعر بتأنيب الضمير ويكون هذا السؤال له تأثير على نفسه ، اما اذا قلت له بلطف الله يسامحك مافي مشكلة ولا يكن لك أي فكر ولكن سؤال لماذا قمت بهذا الفعل ؟لن يكون سؤالك ثقيل على نفسه ) .
عفا الله عنك لماذا لم أذنت لهم ؟
لو بدأ الله بالعتاب لم أذنت لهم ، لكانت ثقيلة على النبي لأنه العبد الكامل لله ، وهو حبيبه لا يرضى الله ان يحزن حبيبه ، ويجرح مشاعره
فالقران جاء حريص على شعور النبي صلى الله عليه وسلم .
......
? فجاء القران يخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان نهاية مؤتمرهم سيكون هجرتك من مكة ، ولن يحبسوك ولن يقتلوك ، فقدم له اقتراحتهم وانهى الله الاية لنبيه بالبشرى ، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة بين سطور الآية ويمكرون ويمكر الله ، قد إختار الله لك الإخراج لا التثبيت ولا القتل
فأخبره جبريل بالمؤامرة ، وقال له : لا تنام هذه الليلة في فراشك وانتظر حتى يكون وسط الليل يكون الخروج .. وقال له أن يجهز نفسه في وسط النهار لأن المؤامرة كانت في الصباح ، جاء جبريل وقت الظهر وبعد أن إرتفع جبريل قام صلى الله عليه وسلم
......
الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم
.......
يتبع بإذن الله ...
 
عودة
أعلى