عاشت (امامــه ) في رحاب الحبيب (ص) ليغدق عليها من عطفه وحنانه وحبه فلقد كانت اول حفيدده للرسول (ص) فكان لها مكانه عظيمه في قلبه وها هو الحبيب يأخذها معه الي المسجد ويصلي بالمسلمين وهو يحمل امامه _رضي الله عنها _ عن ابي قتاده : ان رسول الله (ص) كان يصلي وهو يحمل امامه بنت زينب فاذا سجد وضعها واذا قام حملها .
والله لأضعنها في رقبه احب اهل البيت الي
ولقد كان الحبيب (ص) يزداد حبا لامامه يوما بعد يوم حتي كان يحب ان يأتيها بما يدخل عليها السعاده والسرور . عن امنا عائشه الصديقه بنت الصديق _رضي الله عنهما _ انها قالت "" اهدي لرسول الله قلاده من جزع ملمعه بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيبيت كلهن وامامه بنت زينب جاريه تلعب في جانب البيت بالتراب . فقال (ص) : _ اي لنسائه_ "كيف ترين هذا""؟ فنظرنا اليها فقلنا : يا رسول الله ما رأينا احسن من هذا قط ولا عجب , فقال "" ارددنها الي"" فلما اخذها قال "" والله لاضعتها في رقبه احب اهل البيت الي"" قالت عائشه " فأظلمت علي الارض بيني وبينه خشيه ان يضعها في رقبه غيري منهن ولا رارهن الا قد اصابهن مثل ما اصابني ووجمنا جميعا فأقبل بها حتي وضعها في رقبه امامه فسري عنا ""
موعـد مع السعادة
ظلت امامه تعيش في كنف الرسول (ص) وابيها علي كفره بين المشركين حتي جاء اليوم الذي اسلم فيه ابي العاص وحينها قال للمشركين """يا معشر قريش هل بفي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟ فقالول : لا فجزاك الله خيرا ! فقد وجدناك وفيا كريما ، قال : فأنا اشهد ان لا اله الا الله ، وان محمدا عبده ورسوله والله ما منعني من الاسلام الا تخوف ان تظنوا اني انما اردت ان اكل اموالكم ،فلما اداها اللله اليكم وفرغت منها اسلمت ، ثم خرج حتي قدم علي الرسول (ص) فرد النبي علي العاص زوجه ليسعدا في ظل الايمان وهكذا اكتملت السعاده في قلب امامه باسلام ابيها
وها هي الاحزان تطرق بابها
ومع تلك السعاده التي عاشت فيها امامه بين ابويها المسلمين وجدها النبي لا ان دوام الحال من المحال ففي بدايه السنه الثامنه منالهجرة نامت زينب مريضه وفاضت روحها الي بارئها جل وعلا فحزنت امامه لموت امها حزنا شديدا لكنها احتسبتها عند الله لتنال ثواب الصابرين . ومن هنا اصبحت امامه تري دار امها ساكنه سكون القبور موحشه بلا حياه فقد ذهبت الحبيبه التي كانت نبض بهجتها وروح انسها وانس روحها ونظرت امامه الي القلاده التي كانت لامها ولجدتها من قبلها فلطالما حدثتها عنها . عاشت امامه مرعيه الجانب مع خالتاها فاطمه الزهراء ، وراحت الزهراء تفيض عليها من حنانها وعطفها ما تغمره به اولادها ( الحسن والحسين وزينب وام كلثوم ) ، وكانت تعدها لتكون احدي النساء الشهيرات في دنيا الفضيله والفضائل ، وما ظنك بامرأه يشرف عليها رسول الله (ص) وتكرمها فاطمه الزهراء (رضي الله عنها ) ومضت الايام والحبيبه النبويه امامه تنعم في كنف اكرم بيوت الدنيا ولكن ما ان جاء شهر ربيع الاول من السنه الحاديه عشر من الهجرة حتي توفي رسول الله (ص) وانتقل الي الرفيق الاعلي فدخل حزن عظيم علي قلب امامه بفقده زكذلك اصيب المسلمون جميعا واحست امامه بأنها فقدت الركن الكبير في حياتها بوفاته (ص) وعاشت امامه تحت رعايه خالتها الزهراء ... الا ان فاطمه الزهراء لم تمكث بعد ابيها طويلا وانما مرضت وذوي جسمها واخذ الموت يزحف اليها كيما تلحق برسول الله (ص) تحقيقا لما اخبرها به انها اول اهله لحوقا به وجاءت امامه ،والقت نظره على خالتها فاطمه الزهراء،فتسور الحزن صدرها،واعتصر الاسى قلبها، فقد عاشت فى كنف خالتها الزهراءبعد موت الاحبه،امها زينب،وجدها رسول الله(ص)،فانستها الزهراء بعطف حنانها،وحنان عطفها،وحبها لها،الام اليتم وايلام الفراق فكانت لها اما بعد امها. ولم تلبث فاطمه رضى الله عنها-بعد وفاه ابيها رسول الله(ص) الا سته اشهر ثم ماتت لتلتحق بالحبيب(ص) فى الجنه ولتكون سيده نساء اهل الجنه... وحزنت امامه حزنا كاد ان يمزق قلبها فلقد توالت الاحزان عليها فمات الاجباب واحدا بعد واحد حتى نزف قلبها الدماء بل الدموع ولم يبق لها الا والدها والذى اشتد عليه المرض فلزم الفراش. وفى السنه الثانيه عشر من الهجره كان ابو عاص يودع الدنيا واذا به ينظر نظره اخيره على ابنته الحبيبة التى عصرت الاحزان قلبها... انها تذكره بام زينب وجدتها خديجة- رضى الله عنهما- وماهى الا لحظات حتى فاضت روحه الى بارئها-جل وعلا-ليلحق بالاحباب فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر. وجلست (امامه)وحيده تفكر فى تلك الدار التى كانت بالامس القريب عامره بالاحباب واذا بها تصبح خاويه علي عروشها ,,, مات الاحباب ورحلوا جميعا وبقيت امامه وحيده في هذه الدنيا ولكنها كانت تشعر بأن الله سيكرمها ... وحسبها انها كانت قرة عين النبي (ص) ومات وهو راض عنها .
زيجه مباركه
وبعد تلك الاحزان جاءت اللحظه التي قدر الله فيها ان تدخل السعاده مرة اخري علي قلب امامه فلقد جاء فارس المسلمين علي بن ابي طالب ليتزوجها . وكان ابو العاص ابن الربيع اوصي قبل وفاته ابن خاله الزبير بن العوام ليكون وليا لامامه وعاشت امامه في كنف الزبير وزوجه اسماؤ بنت ابي بكر . وكان الزبير وزوجه اسماء يكرمان امامه اشد الاكرام فهما يعلمان مكانتها من قلب الحبيب (ص) لذا حرصا كل الحرص علي مرضاته حيا وميتا . وفي خلافه عمر ، تزوجه سيدنا علي بن ابي طالب وقد زوجها الزبير بن العوام له . وعشت مع زوجها (علي ) تقتبس منه علمه واخلاقه ورحمته حتي سكنت السعاده قلبها مرة اخري . وتمر الايام حتي اصبح علي امير المؤمتيت ... وبدأت الفتن تقبل من كل صوب وحدب الي ان قتل (علي) غدرا فتجددت الاحزان واحتسبت كل احبابها عند ربها . وتمر الايام ويتزوجها المغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي فولدت له يحي بن المغيرة
وحان وقت الرحيل
وبعد تلك الحياه الطويله المليئه بالذل والعطاء _ والتي امتزجت فيها الجراح مع الافراح _ نامت امامه _ رضي الله عنها _ علي فراش الموت وفاضت روحها الي بارئها _ جل وعلا _ لتلحق بجدها رسول الله وجدتها خديجه وامها زينب وابيها العاص _ رضي الله عنهم _ في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.